تمثل العلاقات العامة أداة معرفية ووظيفة اتصالية ذات طابع مهم في مختلف مدركات حياتنا اليومية فهي المرآة العاكسة لأشكال التعامل الإنساني الصحيح مثلما هي العين الثاقبة النافذة للوصول إلى مرتكزات الحقيقة وإيضاح مراميها وما تهدف إليه الجهات الراعية والداعمة لتلك الوظيفة التي تعد الاتصال وقنواته جوهر عملها مثلما تشكل الجسور التفسيرية ...
قراءة الكل
تمثل العلاقات العامة أداة معرفية ووظيفة اتصالية ذات طابع مهم في مختلف مدركات حياتنا اليومية فهي المرآة العاكسة لأشكال التعامل الإنساني الصحيح مثلما هي العين الثاقبة النافذة للوصول إلى مرتكزات الحقيقة وإيضاح مراميها وما تهدف إليه الجهات الراعية والداعمة لتلك الوظيفة التي تعد الاتصال وقنواته جوهر عملها مثلما تشكل الجسور التفسيرية الصائبة لكل منظمة من المنظمات سواء أكانت ذات طبيعة مؤسساتية بحجم كبير أم صغير محلية كانت أم إقليمية أو دولية فهي المهماز وبوصلة الاتجاه إلى الطريق السليم للمنظمة للوصول إلى جمهورها الداخلي والخارجي مثلما هي أداة الفهم الواضح للجمهور في الوسائل المتاحة لصالح برامجها وأهدافها عن طريق تعزيز الثقة ورضا الجمهور منها ومن ثم كسب تأييده لدعم الأهداف والمصالح والآليات التي تسعى كل منظمة لتحقيقها وتأسيساً على ما تقدم فان مؤلفنا هذا يسلط الضوء على ثيمة متميزة من أساليب العلاقات العامة واليات عملها في قطاع أممي مهم يتمثل بالمنظمات الدولية المتخصصة ضمن تشكيلات الأمم المتحدة وفرق عملها بمنظوماتها المختلفة العاملة تحت إطار الجمعية العمومية للأمم المتحدة وهذه الهيئات هي: مكتب مفوضي الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الانروا) ومركز التجارة الدولية وجامعة الأمم المتحدة وقلم محكمة العدل الدولية ومجلس الوصاية أو تلك التي أخذت صفة الوكالات الدولية المتخصصة وهي منظمات ذات استقلال ذاتي تتعاون مع الأمم المتحدة وفيما بينها من خلال المجلس الاقتصادي والاجتماعي وعليها مسؤوليات دولية كبيرة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والصحية والمجالات المرتبطة بها وهي منظمة العمل الدولية (tio) ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (fao) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (unesco) ومنظمة الطيران المدني (tcao). ومنظمة الصحة العالمية (who) ومجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي (tmf) والاتحاد البريدي العالمي (upu) والاتحاد الدولي للمواصلات السلكية واللاسلكية (ttu) والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (tmo) والمنظمة البحرية الدولية ((lmo والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (wipo) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (tfao) ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (unipo) ومنظمة التجارة العالمية (wto) والوكالة الدولية للطاقة الذرية (taea).كما تناول الكتاب البرامج والمنظمات التابعة للأمم المتحدة والممثلة بالمعهد الدولي للأبحاث والتدريب من اجل تقدم النساء (tus traw) ومركز الأمم المتحدة للمستوطنات الإنسانية (unchs) ومؤتمر الأمم المتحدة حول التجارة والتنمية (unctad) وبرنامج الأمم المتحدة للرقابة على المعايير ((undcp وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية (undp) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (unep) وصندوق الأمم المتحدة للسكان (unfpa).وقد أخذت بشيء من التفصيل والاطلاع ما يمثل البرامج والهيئات والصناديق التابعة مباشرة للأمم المتحدة مركزا على منظمة الأمم المتحدة للطفولة – اليونسيف نموذجا لعمل العلاقات العامة وهي واحدة من تلك الهيئات تقريبا لكونها تنبع من إدارة مركزية واحدة (الأمم المتحدة) وكذا الحال بالنسبة للوكالات المتخصصة الست عشرة فقد ركزت على منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة والاتصال (اليونسكو) كنموذج للسبب ذاته المتمثل بتشابه آلية العمل في العلاقات العامة في تلك الوكالات مع بعض الخصوصية البسيطة لكل منها مركزا التعرف على دقائق الأمور التفصيلية لذلك الأداء ولاسيما الأداء الاتصالي الذي يشكل العمود الفقري لعمل العلاقات العامة لكلي المنظمتين (اليونسيف واليونسكو)؛ كيف يتبلور وكيف يتخذ القرار بشان آلية العمل واختيار وسائل الاتصال في كل منهما. فضلا عن الكثير من الأعمال المشتركة التي ادياها في أكثر من بلد على المستوى التعليمي والصحي والثقافي.لذلك قسمت الكتاب إلى اثني عشر فصلا. الفصل الأول تضمن الأمم المتحدة؛ متناولا نشأتها الأمم المتحدة ومراحل العمل الدولي الذي سبق ظهورها فيما تناول الفصل الثاني المؤسسات التابعة للأمم المتحدة (برامج – منظمات – وكالات متخصصة) والفصل الثالث تناول موظفي للأمم المتحدة ومعايير العمل ومحددات الأداء فيها فضلا عن كيفية تعامل المنظمة الدولية مع قنوات الاتصال.وكرس الفصل الرابع لنظم وأساليب العمل في منظمة اليونسيف من خلال التطرق للنشأة والهيكلية الإدارية لنظام العمل وقطاعات العمل والبرامج التي تعتمدها اليونسيف؛ فيما خصص الفصل الخامس لتناول معايير الطفولة ونظام العمل؛ كما تناول الفصل السادس آليات عمل اليونسيف مع قنوات الاتصال؛ وآليات عملها؛ فضلا عن برامجها في العراق بعد 9-4-2003.وتضمن الفصل السابع نظم وأساليب العمل في منظمة اليونسكو من خلال تناول النشأة والأهداف والهيكلية والبرامج فضلا عن مصادر تمويل المنظمة وأدائها المالي؛ فيما تناول الفصل الثامن آلية عمل اليونسكو في تنفيذ أنشطتها ولا سيما اعتماد اللامركزية في مواقع العمل؛ وكرس الفصل التاسع لتناول شبكة عمل اليونسكو في قطاعات التربية والعلوم والثقافة والاتصال واليات عملها في كل قطاع؛ فيما تناول الفصل العاشر: الأنماط الاتصالية لعمل العلاقات العامة في اليونسكو والقنوات الاتصالية التي تعتمدها في عملها؛ بينما خصص الفصل الحادي عشر للبرامج المشتركة بين اليونسيف واليونسكو.وتناول الفصل الثاني عشر: نتائج الدراسة الميدانية التي استهدفت بالتحليل والمقارنة أهم الصفات العامة لأداء عمل العلاقات العامة في منظمتي اليونسيف واليونسكو مع تحليل للعوامل المؤثرة على طبيعة الأداء السلوكي لممارسي العلاقات العامة في اختيار أدواتهم الاتصالية.