كان لسيجموند فرويد فضل السبق في الإهتمام بالجانب الأدبي، الإبداعي، وليس هذا فحسب بل قام فرويد بدراسة بعض النتاجات الأدبية وربطها بشخصية المبدع وللأسف ما زالت هذه النظرة تلقي بظلالها حتى الآن، إلا أن نظرة التحليل النفسي- وعلم النفس- للإبداع الأدبي قد تطورت بعد ذلك وقد غمرتها تيارات جديدة متجاوزة النظرة الكلاسيكية للأدب والمناخ ال...
قراءة الكل
كان لسيجموند فرويد فضل السبق في الإهتمام بالجانب الأدبي، الإبداعي، وليس هذا فحسب بل قام فرويد بدراسة بعض النتاجات الأدبية وربطها بشخصية المبدع وللأسف ما زالت هذه النظرة تلقي بظلالها حتى الآن، إلا أن نظرة التحليل النفسي- وعلم النفس- للإبداع الأدبي قد تطورت بعد ذلك وقد غمرتها تيارات جديدة متجاوزة النظرة الكلاسيكية للأدب والمناخ الإبداعي وللمبدع، وقد أدخل لاكان العيد من المفاهيم والتي أدت في النهاية إلى انعتاق الظاهرة النفسية من دال حظيرة البيولوجيا لتدلف إلى عالم السيميولوجيا بوصف أن العمل الأدبي يمثل الخطاب الشرعي للظاهرة النفسية، وقد ظهرت الموجه الثالثة والتي سميت ما بعد البنيوية ممثلة في جاك دريدا والذي اسماه التفكيك، وهكذا تتعدد القراءات فبدلا من الإقتصار على ربط النص بالمؤلف وأن المؤلف يعكس عقده وصراعاته في النص، تقدمت الأمور خطورة في سبيل البحث عن طبيعة اللغة والرمز الذي يلجه المؤلف، ثم تطورت الأمور في موجة جديدة تمثلت في إنتفاء سلطة المؤلف عن النص بحيث تتعدد القراءات للنص الواحد ولوجا إلى فهم متعدد قد يتناسب مع طبيعة الذات المدركة ولنص المدرك، وما أدركه من النص قد لا تدركه بنفس الكم والدلالات قارئ أخر، وفي هذا انتفاء للتعصب للقراءة الواحدة المتفق عليها، وهذا ما يجعل "النص" الإبداعي لغزاً وكنزاً لا ينضب، وعلى هذا سنقوم ببعض القراءات النفسية في هذا الكتاب لبعض الإبداعات الأدبية