كلما زاد إيمان الإنسان بالله زادت تقواه وقرب من الله ليصبح كريماً وعزيزاً على الله، فالكريم: "هو الجامع لأنواع الخير والشرف، والفضائل ووصف يوسف عليه السلام به لأنه اجتمع له شرف النبوة والعلم والعدل ورئاسة الدنيا"، والكريم أيضاً هو "الذي كرّم نفسه عن التدنس بشيء من المخالفة ربه" ومن كان بهذه الصفات يصبح ذا كرامة على الله. وهؤلاء ...
قراءة الكل
كلما زاد إيمان الإنسان بالله زادت تقواه وقرب من الله ليصبح كريماً وعزيزاً على الله، فالكريم: "هو الجامع لأنواع الخير والشرف، والفضائل ووصف يوسف عليه السلام به لأنه اجتمع له شرف النبوة والعلم والعدل ورئاسة الدنيا"، والكريم أيضاً هو "الذي كرّم نفسه عن التدنس بشيء من المخالفة ربه" ومن كان بهذه الصفات يصبح ذا كرامة على الله. وهؤلاء العباد المكرمون يصبحون ذا كرامة، ووجاهة عند الله فالكرامة، اسم يوضع للإكرام، كما وضعت الطاعة موضع الإطاعة والغارة موضع الإغارة، والمكرم هو الرجل الكريم على كل أحد.فأصحاب الكرام يجري الله على أيديهم أموراً خارقة للعادة يعجز الآخرون عن الإيتان بمثلها وذلك لإحقاق الحق، كالأنبياء والأوصياء والأولياء، لقد أفاضت المصادر الإسلامية بذكر الكثير من إكرامات الأولياء بما فيها من دروس وعبر وإثبات للحق فالرجوع إليها ومطالعتها دائماً تزيد من عقيدة الإنسان المؤمن وترفده بشحنات إيمانية وتسمو بروحه إلى مدارج الكمال.ومن هذا المنطلق وكما عرف عن المرجع الديني محمد الحسيني الشيرازي باعه الطويل في مجال التأليف والكتابة في شتى مروع الفكر والعلوم، فقد كتب هذا السفر الجليل من "كرامات الأولياء" لتبيين رأي الدين والشرع الحنيف بخصوص مسألة الكرامة، وقد تناولها بمعناه الأعم التي تشمل المعجزة وغيرها، فإن الكرامة بالنسبة غلى المعصوم عليه السلام معجز لاشتمالها على التحدي والدعوى بأنه حجة الله على الأرض.أما بالنسبة إلى غير المعصوم من عباد الله الصالحين فهي تدل على تكريم الله عز وجل لهذا العبد وشدة تقواه وإيمانه، وقد ذكر في طيات الكتاب الكثير من الآيات القرآنية الشريفة التي تعرضت لكرامات الأنبياء والأولياء، كما ذكر كرامات من الأئمة الأطهار عليهم السلام وبعض الأولياء الصالحين والعلماء العاملين بما يجلو اللبس ويزيل الإبهام بأسلوب شيق وجذاب يميل إليه الطبع الإنساني من ميله إلى الولع وقراءة قصص الآخرين والاعتبار بها.