الانسان يبحث عن نفسه

الإنسان يبحث عن نفسه "هو الكتاب الذي اعتبره يونغ نفسه بمثابة تمهيد مباشر يضع القارئ المطلع والمهتم بشؤون النفس في خضم البحث ويعرض المناهج المؤدية إليه. وتجارب التداعيات الشهيرة هي أولى ابتكارات يونغ التي برهنت على وجود الخافية (اللاشعور) وجعلتها في متناول الإجراءات العلمية الملموسة في الوقت الذي لا يزال الكثيرون اليوم يشككون بوجودها. وهناك الأحلام ومناهج تفسيرها التي تميز بها يونغ. في هذا الكتاب يعرض لنا أبحاثه المعمقة في هذا الشأن بأمثلة محسوسة وشروح متكاملة على مستويين ظاهرين: مستوى الموضوع ومستوى الذات بكل التدقيق والتأني وروح المنقب الذي يعطي كل التفاصيل حقها. يضاف إلى ما تقدم المفاهيم الجديدة التي طرحها عن الأعيان الثابتة التي كان له فيها سبق الاكتشاف مع ما رافق تلك الطروح من صعوبات الإثبات والبرهان. فحيث إنها غير مرئية كان عليه أن يسعى بكل الطرق غير المباشرة لتأكيد فعاليتها فكانت أشبه بخطوط المجال المغنطيسي التي يثبت بتراكم برادة الحديد وجودها. ويتوجه هذا الكتاب إلى الأطباء حيث يمكنهم اكتشاف مدى تداخل الآلام البدنية مع أوصاف النفس وأمراضها بحيث تصبح نظرتهم لشخصية المريض أكثر شمولية ذلك أن الألم ألم الشخص بكليته وليس ألم عضو بمعزل عن سائر الأعضاء، ويتوجه أيضاً إلى الأدباء والأخلاقيين الذين يبحثون عن تحديد مسؤولية الإنسان في أعماله وسلوكه فيكتشفون أن المعرفة النظرية الخارجية والمبادئ الأخلاقية ليست وحدها ما يشكل عوامل القرار والفعل وأن ثمة عوامل خافية تحوك مصير الإنسان وتنسج سلوكه على غير وعي منه.