"الكثير ممن يشعرون بمسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهميته يحصرونها فكرياً وعملياً أو عملياً في دائرة الرجال دون النساء، يظن أولئك أنه ما على النساء تجاه هذه الفريضة من شيء..".كان هذا هو الدافع الذي ذكره، الأستاذ في كلية الدعوة والإعلام، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: (فضل إلهي ظهير)، لإخراج كتابه (مسؤولية النس...
قراءة الكل
"الكثير ممن يشعرون بمسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهميته يحصرونها فكرياً وعملياً أو عملياً في دائرة الرجال دون النساء، يظن أولئك أنه ما على النساء تجاه هذه الفريضة من شيء..".كان هذا هو الدافع الذي ذكره، الأستاذ في كلية الدعوة والإعلام، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: (فضل إلهي ظهير)، لإخراج كتابه (مسؤولية النساء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء النصوص وسير الصالحات) تبصرة وتذكيراً لعموم المسلمين والمسلمات، ضمن جملة كتب استمر في إخراجها قرابة العقد من الزمن، تمحورت حول هذا الأصل الإسلامي العظيم (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) بتفرعاته وما يندرج تحته، كالحسبة عموماً، والحسبة على الأطفال والوالدين، والدعوة إلى الله.. إلخ، لذا تبرز أهمية هذه الدراسة، من خلال اختصاص المؤلف في هذه القضية من جهة، وربطها بالدور النسائي المنوط بها، من جهة أخرى.كل ذلك من خلال دراسة النصوص الشرعية، وسير الصالحات، محدداً سبعة أسئلة تجيب عنها الدراسة، وهي كالتالي:1- هل على النساء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟2- ما أهمية قيام النساء بالأمر بالمعروف والنهي عني المنكر؟3- هل قامت المسلمات من سلف هذه الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعامة الناس وللأقارب والمعارف؟4- هل قامت المسلمات من سلف هذه الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للعلماء وطلبة العلم؟5- هل قامت المسلمات من سلف هذه الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأصحاب السلطة؟6- هل تُعيّن المرأة على حسبة السوق؟ وما أدلة منع تعيينها؟7- ما حجج قائلي جواز تعيينها؟ وما حقيقة تلك الحجج؟الدراسة حوت مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، كان الفصل الأول منها بعنوان:"مسؤولية النساء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهميته" الذي تتبين من خلاله أهمية الموضوع بالنسبة للمرأة، تتضح في المبحثين الذين اندرجا تحت هذا الفصل، حيث أتى المبحث الأول على إيراد النصوص الدالة على مسؤولية النساء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كقوله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة:71] مستشهداً بتفاسير الأئمة والعلماء وأقوالهم في هذه الآية وغيرها، كقول الإمام ابن النحاس الدمشقي: "إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على النساء كوجوبه على الرجال حيث وجدت الاستطاعة".أما المبحث الثاني فقد خصص للتحدث عن أهميته قيام النساء بالاحتساب لأسباب عدة منها:أ- بقاء النساء مع الأولاد لفترة أطول من مكث الرجال معهم.ب- كون الأولاد أكثر التصاقاً بالأمهات من الآباء.ج- خوف ضياع جهود الرجل الاحتسابية عند عدم انسجام المرأة معه فكرياً.د- لبعض الزوجات أثر عظيم على أزواجهن.هـ- للبنات رعاية كبيرة واهتمام بالغ من قبل بعض الآباء.وقد تحدث المؤلف بالتفصيل عن كل من النقاط السابقة، ثم انتقل إلى الفصل الثاني الذي جاء تحت عنوان: "نماذج قيام المسلمات بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"؛ حيث نقل صور إدراك المسلمات من سلف هذه الأمة لمسؤوليتهن بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسعيهن الواضح للقيام بها؛ حيث سجلت كتب السنة والتراجم، والتاريخ نماذج قيامهن بالاحتساب على عامة الناس، والأقارب والمعارف، والعلماء وطلبة العلم، وأصحاب السلطة، مفرداً كل منها بمبحث مستقل، تندرج تحته عدة مطالب نقل فيها الشواهد التفصيلية لكل مبحث، من مصادرها الأصلية، أورد في المبحث الأول الخاص بالاحتساب على المعارف والأقارب، 38 شاهداً نقلة عن مجموعة من الصحابيات منها:أمر حفصة -رضي الله عنها- أخاها بالزواج، وإنكار عائشة -رضي الله عنها- على المرأة المتشبهة بالرجال، وأمر معاذة العدوية من أرضعتها باجتناب أكل الحرام..وغيرها من الصور والشواهد الثابتة في كتب السير.أما المطلب الثاني فكان عن "احتساب المسلمات على مجموعات من عامة الناس والأقارب والمعارف" حيث كن يحتسبن على مجموعات أو على قضايا عامة تنتشر في وقت دون معرفة مصدرها، وذكر تحته 19 شاهداً وقصة من حياة الصحابيات رضي الله عنهن، كإنكار عائشة -رضي الله عنها- على من أخروا ركعتي الطواف إلى وقت الكراهة، وإنكار أم سلمة على سكوت من سُبَّ عنده علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما-، وأمر حفصة بنت سيرين للشباب باغتنام شبابهم.أما المبحث الثاني من هذا الفصل، والذي جاء تحت عنوان:"احتساب المسلمات على العلماء وطلبة العلم"، ذكر فيه 17 شاهداً يدل على هذا المبحث، كإنكار عائشة -رضي الله عنها- على عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- فتواه بنقض رؤوسهن عند الغسل، وإنكار أم سلمة على سمرة بن جندب -رضي الله عنهما- فتواه بقضاء صلاة الحائض، واحتساب أم الدرداء على من أخطأ في فهم المراد بطلب الرزق من الله تعالى.