هذا الكتاب صوت نذير في الأسماع والأعين والقلوب والبصائر: أن دعوا السبات والغفلة والتثاقل الى الأرض, وافتحوا قلوبكم وسائر قدراتكم للتبصر فيما وصلنا إليه من تضعضع وذلة وصغار, حتى داست أوطاننا أقدام الغزاة من كل جنس, بالأسلحة المدمرة والأحقاد المتراكمة, والخيانات للمأجورين المنافقين سماسرة القيم والشعوب, وساقونا عبيداً في المخططات ...
قراءة الكل
هذا الكتاب صوت نذير في الأسماع والأعين والقلوب والبصائر: أن دعوا السبات والغفلة والتثاقل الى الأرض, وافتحوا قلوبكم وسائر قدراتكم للتبصر فيما وصلنا إليه من تضعضع وذلة وصغار, حتى داست أوطاننا أقدام الغزاة من كل جنس, بالأسلحة المدمرة والأحقاد المتراكمة, والخيانات للمأجورين المنافقين سماسرة القيم والشعوب, وساقونا عبيداً في المخططات الرهيبة, وسبل الكفر والإلحاد والفواحش والمنكرات, ونحن نزعم لأنفسنا أننا مع أصدقاء ناصحين. هذه تذكرة بما غاب عنا من نداء السماء يردد في كل مكان وزمان, أن أحفاد اليهودية والصليبية لا يزالون يقاتلوننا بكل وسائل الحروب والمكايد والتخريب والإفساد, حتى يردونا عن ديننا, إن استطاعوا. ونحن الذين أدخلناهم ديارنا من قبل, وحارب بعضنا بعضاً بسلاحهم وأموالهم وزعاماتهم, ثم سلمناهم أزمة أمورنا وأسلسنا لهم القياد, فغمرونا بأمواج الشهوات والكماليات والمفاخر الخاوية, لندخل حظائر الضعف والاستكانة والهوان. وها نحن أولاء نحصد ما زرعنا, فنرى ما وصلنا إليه من التخطف, تتداعى علينا الأمم بالغزو والفتك والدمار كما تتداعى الأكلة على قصعتها, لما صرنا عليه من الوهن, أي حب الدنيا وكراهية الموت. هذا الكتاب يبين ذلك بكل وضوح وصراحة وتفصيل, مع بيان لسبيل التحرر والإصلاح والانطلاق في دنيا العمل الإيجابي الكريم.