إنّ ظاهر الأحوال، الّتي تعيشها الأمّة حاليّاً، والظروف الداخليّة والخارجيّة المحيطة بها، لا تبعث على التفاؤل والإطمئنان، ولكنّ حالة الرفض لواقع الأمّة، الّتي تسود الأوساط المثقّفة الواعية، والإقبال على تحليل هذا الواقع تحليلاً علميّاً وعقلانياً، وإبراز عناصر القوّة الكامنة في الأمّة، والرغبة الشديدة في إستثارتها والإفادة منها، و...
قراءة الكل
إنّ ظاهر الأحوال، الّتي تعيشها الأمّة حاليّاً، والظروف الداخليّة والخارجيّة المحيطة بها، لا تبعث على التفاؤل والإطمئنان، ولكنّ حالة الرفض لواقع الأمّة، الّتي تسود الأوساط المثقّفة الواعية، والإقبال على تحليل هذا الواقع تحليلاً علميّاً وعقلانياً، وإبراز عناصر القوّة الكامنة في الأمّة، والرغبة الشديدة في إستثارتها والإفادة منها، والمقاومة العنيفة للإحتلال الأجنبي وصمودها في وجه القوى الأجنبيّة العاتية، والخسائر الكبيرة الّتي ألحقتها بهذه القوى، تبعث بصيصاً من الأمل في بداية النهوض القوميّ.لا شكّ ان الوعي شرط مسبق للنهوض، ولكنّه لا بدّ وأن يتبعه الإستعداد للتضحية، فإذا بلغت الأمّة حالة الإستعداد للتضحية قطعت شوطاً مهمّاً على طريق النهوض، ولكنّ التضحية، بلا هدف واضح ومنهج عقلانيّ، عبث لا طائل منه.صحيح أنّنا نرى، على مدى وطننا الكبير، تضحيات بالمال والأرواح تختلط فيها التضحيات اللاعقلانيّة بالتضحيات العقلانيّة، وتشتبك الشعارات العقائديّة بالإعلانات التجاريّة، والطروحات العقلانيّة، وفي ذلك تضليل ما بعده تضليل، وقد ينبلج الفجر من هذا الزحام.