إنّ المقاربات والإشكالات التي تثار حول أصل اللغات كثيرة ومتشعّبة. وقد يكون هذا التشعّب، وكذلك غموض الرؤية في صياغة الإشكالات، هو مصدر الحظر الذي أقرته جمعية اللسانيات بباريس في المادة 2 من نظمها الأساسية الأولى سنة 1866. لقد أفاض سيلڤان أورو في التأريخ لهذا الحظر ودواعيه، وكذلك لما سبقه، وما تلاه. والكتاب يقوم بتقييم لمواقف اللس...
قراءة الكل
إنّ المقاربات والإشكالات التي تثار حول أصل اللغات كثيرة ومتشعّبة. وقد يكون هذا التشعّب، وكذلك غموض الرؤية في صياغة الإشكالات، هو مصدر الحظر الذي أقرته جمعية اللسانيات بباريس في المادة 2 من نظمها الأساسية الأولى سنة 1866. لقد أفاض سيلڤان أورو في التأريخ لهذا الحظر ودواعيه، وكذلك لما سبقه، وما تلاه. والكتاب يقوم بتقييم لمواقف اللسانيين المعاصرين الذين يعيدون تناول المسألة اليوم؛ فالوضعية العلمية قد تكون تغيرت منذ القرن التاسع عشر، بحيث لم يعد للحظر معنى، ولم يكن هذا الحظر سوى مسألة ظرفية، وحالة العلم المعاصر تتيح تجاوز العقبة. لِمَ لا؟ العلم تغير طبعاً. لكن كان يجب أن نكون قادرين على تحليل معنى الحظر الشهير وتاريخه، ونكون قادرين في الوقت نفسه على إظهار ما الذي تغير في الوضعية علمياً الآن.سيجد القارئ في هذا الكتاب أرضية غنية للتحليل، تثير تداعياتها الاهتمام بمواضيع لسانية ذات صلة.