في بداية هذا الكتيب تحدث المؤلف عن الأسس التي نؤسس فيها جيلا قرآنيا على أسس صحيحة تزكي أنفسها وتطهرها وتجعلها في النهاية لبنات صالحة في المجتمع.ثم تناول المؤلف محاور تربية الأبناء العلمية ذات أركان ثلاثة لا ينبغي الفصل بينها المربي وهو المعلم في حالتنا ، والمادة التي يربى بها الطالب ، والطالب نفسه وعندما نتحدث عن كيفية تربية أبن...
قراءة الكل
في بداية هذا الكتيب تحدث المؤلف عن الأسس التي نؤسس فيها جيلا قرآنيا على أسس صحيحة تزكي أنفسها وتطهرها وتجعلها في النهاية لبنات صالحة في المجتمع.ثم تناول المؤلف محاور تربية الأبناء العلمية ذات أركان ثلاثة لا ينبغي الفصل بينها المربي وهو المعلم في حالتنا ، والمادة التي يربى بها الطالب ، والطالب نفسه وعندما نتحدث عن كيفية تربية أبنائنا ينبغي أن يكون حديثنا مركزاً على هذه المحاور الثلاثة ،1- و لما كان القرآن هو المادة الأساسية التي نتخذها لتربية أبنائنا فإن ينبغي أن نستند إليه فيما يتعلق بالمحاور الثلاثة المهم جدا في التربية هو المعلم بصلاحه بمظهره ، بمخبره المعلم بكيفية أدائه محور أساسي في التربية وعندما نعود لكتاب الله لاستجلاء معالم شخصية المربي فإننا دون ريب ستتجه أبصارنا إلى المربي في الأمة وهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم 2- الرسول صلى الله عليه وسلم هو المعلم الأول ينبغي أن نقف وقفة نستجلي منها معالم شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام سئلت عائشة رضي الله عنها وهي من ألصق الناس بالرسول عليه الصلاة والسلام كما نعلم كيف كان خلق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكانت إجابتها بليغة قالت (كان خلقه القرآن) معنى هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفق عند كل ما في كتاب الله من أمر ونهي ، فيؤسس حركته في الحياة على أسس من هذا المعنى يتخلق بما في القرآن العظيم من أوامر وينتهي عنا نهى الله عنه قال تعالى إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ (النحل 90) ومن تتبع الرسول عليه الصلاة والسلام وجد أن هذه الأوامر التي يأمر الله بها سبحانه وتعالى كان قد طبقها أحسن تطبيق بشهادة الله له ولصحبه الكرام ويقول الله واصفا الله للرسول والجيل الذي تربى على يديه ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ (29الفتح )لاحظ أشداء على الكفار رحما بينهم ثم الأمر المهم المتعلق مباشرة بالتربية قول جل جلاله تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً ( الفتح 29 ) هذه شهادة من الله بتزكية ظاهرهم وتلتها شهادة من الله بتزكية باطنهم ولو وقفنا عند الأسباب التي جعلت الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبة الكرام يصلون لهذا المستوى نجد أن القرآن الذي كان الرسول عليه الصلاة والسلام يتخلق به أو كان خلقه يقول ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)الأنعام إذا أمر الله الرسول عليه الصلاة والسلام بأن تكون حياته ومماته كلها لله جل جلاله فامتثل الأمر وحصل له ثمرة هذا الامتثال وهو زكاة النفس وطهارتها (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) الفتح الآية 29 1- أهمية القدوة الحسنة في حياة الطلاب أمانة وضعت في أيدينا فينبغي للمربي وهو يقوم بواجبه أن يستشعر عظم الأمانة في نفوس الأبناء الذي يربيهم فليحرص على أن يكون صادقا وأن يكون نزيهاً وأن يكون أمينا وأن يكون صالحا في نفسه وأن يحسن البلاغ ، وأن الأبناء في هذه السن المبكرة هم صفحة نقية بيضاء يؤثر فيها ما تضعه أنت فيها الكلمة الطيبة التي تصدر عنك يؤثر فيها المظهر الحسن الذي تظهر به يؤثر فيها أسلوبك في التعامل ، يوثر فيها ابتسامتك العريضة يؤثر فيها حرصك على نفع هذا الطفل يؤثر فيها كل حركة تصدر عنك أثناء تعليمك.2- محاسبة النفس كل منا مطالب بأن يحسن الوقوف مع نفسه على أن تكون وقفة المحاسبة وقفة صادقة وهناك خطوات الخطوة الأولى أن تتعرف على ما صدر منك وما بدر منك من خطأ وأن تدرك أن سبيل الخلاص مما وقع منك من خطأ هو التخلص منه عن طريق التوبة الصادقة فإذا حدث ذلك بقيت الخطوة الثانية وهي أن تعرف الأحسن والأمثل فتأنيه ومتى فعلت ذلك كنت قد حافظت على مستوى من زكاة النفس وطهارتها يؤهلك إلى أن تكون قدوة صالحة يؤهلك إلى أن تكون الملاذ النفسي لهؤلاء الطلاب يجدون القرب منك أنسا يجدون طمأنينة يجدون القرب منك تشجيعا يجدون منك كل ما من شأنه أن يكون عوناً لهم على أن يصبحوا مثلك مستقبلاً.وبين المؤلف عن الركائز التي يقوم عليها المعلم الناجح في تربية طلابه هذا العنصر الأساسي الأول وهو ما يتعلق بكم أنتم ، ينبغي أن ينال الاهتمام والعناية ما به يصلح شأن من تربون ، ثم يأتي هؤلاء الصغار الذي تربيهم وهم العنصر الثاني في هذه العملية هؤلاء الصغار على الفطرة( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ( 30 الروم ) كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ولذلك أيها المعلم فأنت شخصية في غاية الأهمية لإصلاح العملية التربوية.وتطرق المؤلف عبر هذا الكتاب كيف نبني جيلا قويا هؤلاء النشء ما دموا على هذا النقاء والصفاء عليك أن تنتهز الفرصة وتتقرب إلى الله بحسن صنيعك في هذه التربية الصالحة كيف تجعل من هذا النشيء جيلا صادقاً كيف تجعل منة هذا النشيء جيلا أمينا كيف تجعل من هذا النشيء شبابا معلقة قلوبهم بالمساجد ؟ هذه مهنتك أنت ثم يأتي العنصر الأساسي الثاني وهو القرآن إن توجهت إليه بصدق وإن اتصلت إليه به اتصالا وثيقاً وإن وقفت وقفة متأنية وإن حاولت تدبر معانيه وجدت بغيتك في الألفاظ المناسبة وجدت بغيتك في المعاني المناسبة وجدت بغيتك في النماذج الصالحة.