استطاع الكتاب الأخير لستيفن لاندسبيرج: فيلسوف الاقتصاد The Armchair Economist بكل ما قدمه من أفكار خلاقّة بأسلوب مشوق طريف جمع بين طرافة الكلمة وذكاء المعنى، أن يحقق لمؤلفه شهرة واسعة وشعبية رائجة. فقد نجح لاندسبيرج ببراعة فائقة في استخدام الاقتصاد لحل ألغاز الحياة اليومية من ناحية، واستخدام مواقف الحياة اليومية لتفسير القضايا ا...
قراءة الكل
استطاع الكتاب الأخير لستيفن لاندسبيرج: فيلسوف الاقتصاد The Armchair Economist بكل ما قدمه من أفكار خلاقّة بأسلوب مشوق طريف جمع بين طرافة الكلمة وذكاء المعنى، أن يحقق لمؤلفه شهرة واسعة وشعبية رائجة. فقد نجح لاندسبيرج ببراعة فائقة في استخدام الاقتصاد لحل ألغاز الحياة اليومية من ناحية، واستخدام مواقف الحياة اليومية لتفسير القضايا الاقتصادية الغامضة من ناحية أخرى.وفي هذا الكتاب، يعود لاندسبيرج إلى مناقشة قضايا حيوية، مثل العدل، والتسامح، والأخلاق، والإنصاف، وهي قضايا شديدة الأهمية والخطورة سواء عند التعرض لها في ساحات الملاعب، أو في عالم التجارة. وقد نجح لاندسبيرج، بمساعدة ابنته كايلي، في عقد مقارنة بين حكمة الأب، وحكمة عالم الاقتصاد، وإن لم تكن المقارنة دائماً في صالح الأخير.فلكي ينقل لنا لاندسبيرج حقيقة شعوره تجاه مسألة الضرائب التي تعمل على إعادة توزيع الثروات، فإنه يسأل: كيف يكون شعور الأب (أو الأم) تجاه الأطفال الذين يسعون إلى مصادرة ألعاب الأطفال الآخرين عنوة بحجة «إعادة تقسيمها» على الجميع؟ ولكي يوضح لنا رد الفعل المناسب إزاء الأشخاص الذين يشكون من أن جيرانهم أكثر ثراءً منهم، فإنه يسأل: كيف يستجيب الآباء لشكوى أبنائهم أن بعض أقرانهم قد حصلوا على قطعة كعك أكبر مما حصلوا عليه؟ فمن خلال تمسك لاندسبيرج بمبدأ أن فكرة الإنصاف لا يختلف معناها سواء عند التعامل مع الأطفال أو مع الكبار، فإنه يكشف لنا حقيقة أن الفطرة الطبيعية للآباء تؤثر بعمق في مفهوم العدالة الاقتصادية.