إن علم الفراسة من العلوم القديمة، بل إني اعتبر أن هذا العلم هو من أول العلوم التي بدأ الإنسان بتعلمه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فمنذ الأزل وعندما ينظر شخص إلى آخر فان كل منهما يحاول أن يتمعن في تفاصيل وجه الآخر لكي يأخذ فكرة أولية عن طباع وسلوكيات هذا الشخص، لان ذلك سوف يساعده في تجنب حدوث ما لا يحمد عقباه في حالة الوثوق في هذ...
قراءة الكل
إن علم الفراسة من العلوم القديمة، بل إني اعتبر أن هذا العلم هو من أول العلوم التي بدأ الإنسان بتعلمه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فمنذ الأزل وعندما ينظر شخص إلى آخر فان كل منهما يحاول أن يتمعن في تفاصيل وجه الآخر لكي يأخذ فكرة أولية عن طباع وسلوكيات هذا الشخص، لان ذلك سوف يساعده في تجنب حدوث ما لا يحمد عقباه في حالة الوثوق في هذا الشخص . وأنا كنت منذ صغري أحاول التركيز على وجوه الذين أقابلهم لكي استطيع أن أميز صاحب الخلق الحسن من صاحب الخلق السيئ وأميز ما بين الطيب والشرير، وغيرها من الصفات ،ولقد تكونت عندي مع الزمن خبرة لا بأس بها في هذا المجال، ومع الزمن ازدادت خبرتي وخصوصا أن مجال عملي في التدريس ساعدني على الاحتكاك بآلاف الطلبة ومئات المدرسين الذين عاشرتهم خلال سنوات طويلة، فاستطعت من خلال ذلك أن انمي خبرتي. وفي هذا الكتاب وضعت حصيلة خبرتي طوال تلك السنين ولا أنكر أني استعنت بكتب عديدة في الفراسة والتي ساعدتني على صقل تلك الخبرة وان أضعها في قالب علمي ، ولقد استخدمت الكمبيوتر لرسم الوجوه حسبما أتخيلها في دماغي، فيصعب على الرسام أن يرسم الوجه المطبوع في مخيلتي، أما برامج الكمبيوتر فميزتها انك تستطيع أن ترسم الوجه وتعدل عليه ما شئت، ولقد تعلمت فن الرسم باستخدام الكمبيوتر من اجل تأليف هذا الكتاب وأمضيت فترة طويلة من الزمن حتى أتقنت هذا المجال من تطبيقات الكمبيوتر وقبل قراءة الكتاب أريد أن انوه إلى ثلاثة أمور مهمة وهي :-أولا- أن شخصية الإنسان هي شيء يمكن تغييره، وليست الشخصية شيء ثابت طوال الحياة، فقد تكون ملامح الإنسان تعكس صورة إنسان قاسي القلب وسيئ الخلق، وهو فعلا كذلك، لكن ربما أن هذا الإنسان اكتشف خطأه وأصبح مع الزمن إنسان طيب القلب حسن الخلق، لذلك يجب على المتفرس في وجوه الناس أن ينتبه إلى هذه النقطة، ولكن وسبحان الله فان الإنسان الطيب أصلا يمكن تميزه من الإنسان الطيب الذي كان غير ذلك في الماضي ، فالمتفرس الجيد يستطيع التمييز بينهما بسهولة ثانيا - لكي تتفرس في شخص يجب أن لا تركز على شيء واحد، مثلا يجب عدم التركيز على شكل العيون ولونها وترك باقي الأعضاء، فالفراسة أمر معقد، ولكني لاحظت من خلال خبرتي أنه إذا وجد عضو في جسم الإنسان يدل على صفة معينة مثل التكبر على سبيل المثال، فان باقي الأعضاء يكون أيضا شكلها دالاً على التكبر، ولكن توجد بعض الحالات الشاذة التي تشير إلى صفات متناقضة، فنجد في بعض الأشخاص أن العيون لديهم تدل على الطيبة، والأنف يدل على التكبر، والحاجبين تدلان على القسوة، ......الخ. فهؤلاء الأشخاص سوف يجمعون صفات متناقضة في شخصيتهم كما جمع شكلهم هذه الصفات المتناقضة. ثالثا - في هذا الكتاب قمت بالتركيز على الفراسة الخاصة بالرجل بشكل عام مع إمكانية تعميم بعض الأمور على المرأة ، لأن التحليل والتفرس في الرجل يختلف عن المرأة، فتوجد بعض الصفات المحمودة في الرجل تكون مذمومة عند المرأة والعكس صحيح، فالعنق الغليظة المتوسطة الطول عند الرجل هي صفة محمودة ولكنها عند المرأة لا تكون كذلك، وكذلك فان العنق الطويلة والرفيعة تكون عند المرأة صفة محمودة ولكنها عند الرجل صفة مذمومة إلى ابعد حد فهي تدل على الجبن، لكن هذه الصفة عند المرأة تدل على جمال وصفاء في النفس لذلك فلقد ركزت في هذا الكتاب على فراسة الرجل، لان هذا المجال يمكنني الخوض به بحرية من دون وجود عوائق اجتماعية أو دينية، فالمرأة إنسان مكرم شرعا وعرفا وليس من السهل أن نخوض في أمورها إلا بما يرضي الله عز وجل.