يتضمن الكتاب صنفًا من الأدب السياسي عبارة عن مجموعة من الرسائل السياسية تخاطب الأمة، وتقرع ضمائر قيادتها الفكرية والسياسية، تحلل واقعها المتردي في مختلف أبعاده وجوانبه، ولكنها فى الوقت ذاته تثير الأمل في الأجيال القادمة بأنها ما زالت تمتلك إرادة التحدي والفعل، حيث يكشف الكتاب بكل صراحة ظاهرة اختلال القوى القيادية فى الأمة باعتبا...
قراءة الكل
يتضمن الكتاب صنفًا من الأدب السياسي عبارة عن مجموعة من الرسائل السياسية تخاطب الأمة، وتقرع ضمائر قيادتها الفكرية والسياسية، تحلل واقعها المتردي في مختلف أبعاده وجوانبه، ولكنها فى الوقت ذاته تثير الأمل في الأجيال القادمة بأنها ما زالت تمتلك إرادة التحدي والفعل، حيث يكشف الكتاب بكل صراحة ظاهرة اختلال القوى القيادية فى الأمة باعتبارها ذروة المأساة التي نعيشها، في منطقة أضحت مستباحة ومصائرها تقودها الإرادات الأجنبية المختلفة، حيث يرصد ثلاث قوى أساسية تنخر فى جسد الأمة، أولها: القيادات الحاكمة وهي من أسوأ ما عرفته أمتنا فى تاريخها الطويل، وثانيها: الثروات التي وضعت في أيد غير صالحة أو غير أمينة على استغلالها، وثالثها: هل الفكر الذين خانوا قضايا أمتهم، وأضحوا أبواقًا تقوم بوظيفة الزفة السياسية للحاكم وللمستعمر.تقدم لنا هذه الخطابات والرسائل نموذجًا واضحًا لدور المفكر السياسي وعلاقته بالسلطة الحاكمة حيث يذكر العلامة الجليل حامد ربيع أن هناك لحظات فى تاريخ المجتمعات يتعين على المفكر أن يقرع الضمير الجماعي ليحيله إلى قوة تحد ورفض وعصيان .. إذ نحن نسير من سيء إلى أسوأ وقد أضحت الأرض العربية مسرحًا واسعًا للعرائس واللامعقول ... كما ان هذه الخطابات تركز على محور ثابت: أن الأمة لها هويتها الحضارية وطريقها فى مضمار التطور السياسي المتميز والذي يقوم على عاتق الظاهرتين الدينية والمدنية السياسية، ويذكر أنه حتى في لحظات الهزيمة التي نمر بها يجب أن نعلم أن الاستسلام له منطقه وإستراتيجيته، كما أن ممارسته تفترض حنكة معينة وليس هكذا كما تسير الأمور جزافًا.لقد مضى عالمنا الجليل قبل عقدين من الزمان واضعًا منهجية الطريق لجيل من أبنائه وتلامذته فى مدرسة العلوم السياسية المصرية والعربية، تقف فى صف الأمة وتصدع بكلمة الحق فى مواجهة طغيان السلطان وجوره، ترفع راية التحدى والعصيان فى وجه من يهددون حصوننا من داخلها، وفى مواجهة الأعداء الذين تداعوا للعدوان على الأمة من كل حدب وصوب.الكتاب الذى بين أيدينا لنا أن نتفق أو نختلف مع ما ورد فيه، لكنه حديث صدق وعدل إلى الأمة المصرية والعربية الإسلامية وقيادتها الفكرية والسياسية، يحدد مواطن الخلل والتراجع ويقدم إستراتيجيات المواجهة والعمل الواعى والهادف.