استطاع المتقدمون من الفقهاء أن يبحثوا في مسائل طبية شتى، تتصل بالموضوع الفقهي من جانب، وبالموضوع الطبي من جانب آخر، فأفتوا في هذه المسائل وأجادوا وسدوا ثغرة تتعلق بالجوانب العملية - غير التعبدية - وقدّموا للعالم القديم حضارة الإسلام الشاسعة الرحبة، التي تعتمد على إجتهاد الأطباء وإستنباط الفقهاء.وبرع الأطباء المسلمون وأسهموا في ر...
قراءة الكل
استطاع المتقدمون من الفقهاء أن يبحثوا في مسائل طبية شتى، تتصل بالموضوع الفقهي من جانب، وبالموضوع الطبي من جانب آخر، فأفتوا في هذه المسائل وأجادوا وسدوا ثغرة تتعلق بالجوانب العملية - غير التعبدية - وقدّموا للعالم القديم حضارة الإسلام الشاسعة الرحبة، التي تعتمد على إجتهاد الأطباء وإستنباط الفقهاء.وبرع الأطباء المسلمون وأسهموا في رقي الحضارة العلمية أيّما إسهام، فاخترع بعضهم كثيراً من الآلات الطبية، واكتشف آخرون أدوية لأمراض لم يكن لها دواء، حتى غدت جامعات أوروبا تحذو حذوهم، وتهتدي بهديهم، وترفع أسماؤهم كأوسمة في أروقة جامعاتها.وتطورت العلوم تطوراً هائلاً، وصارت الإكتشافات العلمية والطبية تتسارع كل يوم، حتى غدا الغرب قائد مسيرة الحضارة، وابتعد العرب والمسلمون فأصبحوا في أسفل دركات العلوم، ولم يستطيعوا أن يواكبوا هذه المسيرة الهدارة، فسكنوا وثار وغيرهم، وناموا واستيقظ سواهم.تكمن الأسباب الدافعة لإختيار هذا البحث في ضرورة اللحاق بالثورة العلمية، وإيجاد حلول للمستجدات الطارئة، ومسايرة ركب التطور الطبي ومواكبة الفقه لهذا التطور بحيث يسيران جنباً إلى جنب ويعود للفقه الإسلامي بريقه، كما أن الإكتشافات الطبية الحديثة كالبصمة الوراثية لا تزال علومها حديثة، تحتاج إلى مزيد بحث من حيث علائقها الشرعية، وتأثيراتها الفقهية لأن علاقتها وطيدة بالأنساب مما له تأثير مباشر على أحكام فقهية مهمة كالقيافة والقرعة وأحكام التسري واللعان؛ كما بالإضافة إلى ذلك يخدم هذا البحث القضاء الشرعي من حيث تقديم أحكام فقهية جديدة تتعلق بالعلاقة بين الأزواج من حيث التفريق بالعيوب أو عدمه وغيرها من الأسباب.وللإحاطة بالموضوع بشكل وافٍ، جاء البحث محتوياً على مقدمة، وأربعة أبواب لكل باب فصلان وكل فصل يحتوي على عدة مباحث، وأخيراً نتائج البحث والتوصيات؛ الباب الأول: "البصمة الوراثية وأثرها على الأحكام الفقهية"، الفصل الأول: "البصمة الوراثية التأصيل الشرعي والتأثير الفقهي"، الفصل الثاني: "أثر البصمة على طرق معرفة المجرمين والمفقودين".أما الباب الثاني: "أثر الجراحة الحديثة على الفقه الإسلامي"، الفصل الأول: "أثر الجراحة في فقه الختان والخنثى"، الفصل الثاني: "أثر الجراحة في إزالة عيوب الأزواج".أما الباب الثالث: "أثر تقدم الطب الحديث على الفقه"، الفصل الأول: "الطب الحديث وأثره في علامات الموت والمفطرات"، الفصل الثاني: "الطب الحديث وأثره في زواج الأقارب وحكم التدخين".أما الباب الرابع: "أثر الطب الحديث في أحكام الحيض والنفاس والحمل والرضاع"، الفصل الأول: "الطب الحديث وأثره في أحكام الحيض والنفاس والرضاع"، الفصل الثاني: "أثر الطب الحديث في أحكام الحمل".