يُسعد بيت الحكمة أن يقدّم هذا الكتاب حول فلسفات التاريخ ونظريات المعرفة التاريخيّة في البلدان الغربية من نهاية الحرب العالمية الثانية إلى نهاية القرن الماضي، ويندرج هذا المولود الجديد في إطار مشروع الترجمة الطموح الذي وضعه "بيت الحكمة" لإتحاف القارئ العربي بأهمّ وأطرف مظاهر النهضة العلميّة والأدبية الغربية، حتّى يأخذ مكانه بين س...
قراءة الكل
يُسعد بيت الحكمة أن يقدّم هذا الكتاب حول فلسفات التاريخ ونظريات المعرفة التاريخيّة في البلدان الغربية من نهاية الحرب العالمية الثانية إلى نهاية القرن الماضي، ويندرج هذا المولود الجديد في إطار مشروع الترجمة الطموح الذي وضعه "بيت الحكمة" لإتحاف القارئ العربي بأهمّ وأطرف مظاهر النهضة العلميّة والأدبية الغربية، حتّى يأخذ مكانه بين سلسلة "الإطلالات" التي افتتحناها بالإطلالات على الأدب باللغة الألمانية.ويأتي هذا الكتاب في إبّانه إذ كثر التساؤل عن تاريخ العالم في عصر العولمة خاصة وقد أصبح تاريخ الأمة العربية محلّ تساؤلات بعد الأزمات العديدة والتجارب المرّة التي مرّ بها.وجدير بالذكر أنّ علم التاريخ ظلّ ينمو ويتطوّر وكثرت التيّارات والمناهج حتّى غدت الأعمال الموسوعية أمراً يكاد يكون مستحيلاً، وتصاعدت وتيرة هذا التطوّر في الحقبة المعاصرة، وبلغت ذروتها في النصف الثاني من القرن العشرين، إذ أصبح المؤرّخ أمام فيض من المعارف والمعطيات، وتنوعت الرّوايات والمشاهدات والشهادات، حتّى إزدادت مقاربة الحقيقة تعقّداً وعسراً، وهذا ما يفسّر تعدّد النظريات التاريخيّة، وتنوّع الدراسات والأبحاث حول المعرفة التاريخيّة.وإزاء هذا الوضع أصبح المؤرّخ مطالباً بأن يلمّ بالعلوم "المحاذية" للتاريخ كالإقتصاد وعلم النفس وعلم الإجتماع والأنثرولوجيا، بل الجيولوجيا والبيولوجيا والإحصاء وأن يستثمر بأقصى قدر ممكن الوسائل العلميّة المبتكرة، ذلك أنّ هذه العلوم وهذه الوسائل غيّرت في العمق المقاربات التاريخية، وأعادت النظر في علم التاريخ مفهوماً ومنهجاً وكتابة.أوكلَ المجتمع إلى فريق من الأساتذة الجامعيّين، بإشراف الدكتور "الهادي التيمومي"، تعريب عدد من الأبحاث والدّراسات المتعلّقة بفلسفات التاريخ ونظريات المعرفة التاريخيّة في الحقبة المعاصرة، وعياً منه بإشكاليّات كتابة التاريخ اليوم، وبخطورة الدّور المنوط بالمؤرّخ في مقاربة الحقيقة وتقديمها للقرّاء.