نشره مركز الفجر للإعلام التابع لتنظيم القاعدة عبر شبكة الإنترنترداً على "وثيقة ترشيد الجهاد في مصر والعالم1- خرجت إلى العلن ما سميت (بوثيقة ترشيد العمل الجهادي في مصر والعالم)، وصاحبها الإعلام بضجة واهتمام، ولما تأملتها وجدتها -وللأسف كما توقعت- تخدم مصالح التحالف الصليبي اليهودي مع حكامنا الخارجين على الشريعة أيما خدمة، فهي محا...
قراءة الكل
نشره مركز الفجر للإعلام التابع لتنظيم القاعدة عبر شبكة الإنترنترداً على "وثيقة ترشيد الجهاد في مصر والعالم1- خرجت إلى العلن ما سميت (بوثيقة ترشيد العمل الجهادي في مصر والعالم)، وصاحبها الإعلام بضجة واهتمام، ولما تأملتها وجدتها -وللأسف كما توقعت- تخدم مصالح التحالف الصليبي اليهودي مع حكامنا الخارجين على الشريعة أيما خدمة، فهي محاولة لتخدير أعدائهم المجاهدين وتشكيكهم في منهجهم وإخراجهم من ميدان المواجهة بحجة العجز والضعف وبحجة عدم توفر مقومات الجهاد، وبحجة اليأس من إمكان الحركات الإسلامية أن تحدث أي تغيير في مصر.ووجدت الرسالة قد ركزت علي شخصياً بالإشارة وبالتعيين، بالإضافة للشيخ أسامة بن لادن حفظه الله ونصره على أعدائه، ثم أضاف الكاتب فيما صرح به من أحاديث أسماء أخرى.فوجدت نفسي في موقف في غاية الحرج؛ إن أنا سكت زعم المستفيدون من كتابة الوثيقة أنهم قد نجحوا في تشكيك المجاهدين في منهجهم، وكيف أسكت وأنا أرى الوثيقة تنصر الباطل على الحق بوضوح وجلاء، وإن أنا رددت فربما يكون ردي انتصاراً لنفسي، ويخرجني من موقفي الذي ارتضيته من زمن، وتتحول الوثيقة والرد عليها وما قد يتبعهما من ردود أفعال ترامياً بالنقد والاتهام على مرأى ومسمع من العالم مع إخوة تشرفت في يوم من الأيام بأن أبادلهم المودة الصادقة والإخوة الصافية على درب التضحية والجهاد في سبيل الله، والأمرُّ والأسوأ من تبادل النقد والاتهام أن أولئك الإخوة قد ارتضوا أن يقفوا في هذا النزاع في صف أعداء الإسلام الذين يشجعونهم ويهللون لهم، ويحرشون بينهم وبين إخوانهم، ويدفعونهم لمزيد من الرد والاتهام.ولذلك فإن هذه الرسالة التي أقدمها للقارئ اليوم هي من أصعب إن لم تكن أصعب ما كتبت في حياتي. وقد كنت أحسب أن ردي على الإخوة في حماس هو أصعب ما كتبت في حياتي، حتى جاءت هذه الرسالة.ثم بعد الاستخارة والاستشارة قررت أن أكتب هذه الرسالة متحرياً الإنصاف قدر الإمكان، وملتزماً بعدم التجريح قدر الطاقة. وحريصاً على توصيل الحق الذي أعتقده للقارئ في أفضل صورة.ولذلك أود تنبيه القارئ ومن أرد عليهم أني لا أقصد تجريح شخص ولا النيل من قدره، وأن ردي ونقدي موجه للمعاني والأفكار وليس للأشخاص. فكاتب وثيقة الترشيد ومن يوافقه أو يزعم موافقته لهم في نفسي كل احترام وتقدير وإعزاز، وهم يعلمون هذا ويوقنون به، ثم إنهم الآن قيد الأسر، وقد ذقت مرارته مرتين، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، فكيف أنال منهم وهم في هذا البلاء العسير؟كما أود من القراء الكرام وممن ترد عليهم رسالتي أن ينبهوني لأي إسراف أو تجريج يتصورونه موجهاً لأي أخ من إخواني الأعزاء، أو أي خروج عن الحق والحيدة العلمية.وأن يدرك من أرد عليهم أنهم هم الذين دفعوني وغيري للرد غيرة على الإسلام والجهاد من أعدائهما المتربصين بهما.2- أنتقل الآن لوثيقة الترشيد المشار إليها، فأطرح ثلاثة أسئلة:أ- لماذا خرجت الآن هذه الوثيقة؟ب- ولصالح من نشرت ووزعت هذه الوثيقة؟ج- وكيف كتبت هذه الوثيقة؟أ- أما لماذا خرجت الآن هذه الوثيقة؟(1) فقد خرجت هذه الوثيقة في محاولة يائسة أو -على أكثر التقديرات تفاؤلاً- شبه يائسة للتصدي للموجة العاتية من الصحوة الجهادية التي تهز كيان العالم الإسلامي هزاً بفضل الله، وتنذر أعداءه الصليبين واليهود بما يكرهون وما يحذرون.(2) وواضح أن الهدف من الرسالة هو كف جهاد المسلمين ومقاومتهم للصليبيين واليهود وأجهزة الحكم العميلة في بلادنا، سواء باليد أو اللسان أو حتى الاحتجاج السلمي كالتظاهر والإضراب والاعتصام والمؤتمرات والاجتماعات. أي أن الرسالة تحرص -بلغة وزارة الداخلية- على عدم تعكير صفو الأمن.(3) وتخرج هذه الوثيقة الآن في وقت قررت أمريكا فيه -نظراً للضربات التي تترنح تحت وطأتها- أن تنصرف عن خطها السابق بالسماح الجزئي ببعض من الحرية لتيار المعارضة عبر الانتخابات، فواجهته بالمنع والتقييد كما حدث في انتخابات مجلس الشورى في مصر والمغرب والأردن، وكما حدث مع حكومة حماس من حصار، ومن اعتبارهم إياها حكومة غير شرعية، وكما حدث في مؤتمر أنابولس، وما يتوقع منه من خيانات وعدوان. وفي وقت قررت فيه أمريكا عياناً بياناً تمويل الخونة في مجالس الصحوة الصريحة في عمالتها. في هذا الوقت تظهر هذه المراجعات. لتشجع بها أمريكا تياراً أكثر تماوتاً وانهزاماً من تيار المعارضة عبر الانتخابات.ب- أما لصالح من نشرت ووزعت هذه الوثيقة؟(1) فالمستفيدة الأولى من هذه التراجعات هي أمريكا.(أ) فالمجاهدون يدعون الأمة للقيام والنهوض والتصدي والجهاد والاستشهاد، والمتراجعون يدعونها للتخاذل والاستسلام، فيفتحون الباب واسعاً أمام استشراء المخطط الصهيوني الأمريكي.(ب) والمجاهدون هم الذين أفشلوا المخطط الأمريكي في المنطقة، وهم أيضاً من تنتقدهم تلك التراجعات.(ج) وأمريكا تعرف خطورة التيار الجهادي والقاعدة عليها وعلى مستقبلها ومكانتها في العالم، فالقاعدة لا تطالب فقط بطرد المحتلين الصليبيين واليهود من بلاد المسلمين، بل تطالب أيضاً بأن يباع البترول بسعره الحقيقي، بكل ما تمثل هذه الدعوة من آثار مدمرة على السيطرة الأمريكية على العالم، التي انبنت بدرجة كبيرة على سرقتها لثروات المسلمين.(د) وكل جريمة القاعدة والمجاهدين؛ أنهم تصدوا للأمريكان واليهود وعملائهم، ولذلك أخرجت لهم آلة الدعاية الأمريكية أمثال هذه الوثائق، لتتناسى وتتغافل عن المجرمين الحقيقيين؛ الأمريكان وأعوانهم، الذين يسوقون الأمة من كارثة لأختها منذ نكبة عام 1948 حتى مؤتمر أنابولس، ولتصيح تلك الوثيقة وأخواتها في وجه المجاهدين: “أنتم سبب البلاء ودعاة الخراب وجالبو المصائب”!!نعم. هم سبب خراب مصالح أهل الانتفاع والاستكانة والرضا بفتات الدنيا في ظل الطواغيت، يثمرون مصالحهم، ويربون أبناءهم، ويزيدون من أموالهم، وأعداء الأمة ينهشون فيها نهشاً.نعم هم سبب خراب أولئك، ولكنهم المدافعون الحقيقيون عن عقيدة الأمة ومكانتها وأرضها وثرواتها.(2) وأنا أدعو القارئ أن يبحث عن العامل الأمريكي في التراجعات:(أ) فمراجعات الجماعة الإسلامية بدأت من 1997، وركدت، إلى أن جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فبدأت موجة أخرى من المراجعات، استنكرها العديد من أعضاء الجماعة الإسلامية، الذين وافقوا على مبادرة وقف العنف، هذه الموجة وصلت بهم لاعتبار السادات شهيداً، والأهم أنها تركزت في معظمها على الهجوم على القاعدة، وبدأت المزايا الحقيقية الدنيوية تتحقق للمتراجعين.(ب) أما كاتب هذه الوثيقة فقد أعلن عن تراجعه في كتابه (الجامع) منذ عام 1994، وانصرف لحياته الخاصة باسمه الحقيقي في اليمن في تعايش غريب مع أجهزة أمنها، ثم بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 اعتقلته السلطات اليمنية بأوامر أمريكية، ورحل لمصر، وتصور الأمريكان أنه قد يكون مفيداً في حملتهم الصليبية الجديدة. فبعد فترة من التكتم على اعتقاله بلغت حوالي ثلاث سنوات، لا أشك أنه قد مورس عليه فيها ألوان من الضغط والتقييد والقهر مقرونة بأساليب الترغيب والترهيب، بدأ إبرازه وإحاطته بكل هذه الهالة الإعلامية.(3) هل هذه الوثيقة تحقق مصلحة لمصر ولغيرها من بلدان العالم الإسلامي؟لقد اطلعت على بعض التفاعلات مع الوثيقة في الإعلام الرسمي وشبه الرسمي، وكان التركيز على المؤيدين للوثيقة، الذين اعتبروها في صالح مصر وأثنوا عليها ورحبوا بها، أما المعارضون للوثيقة معارضة حقيقية فيكاد لا يسمع لهم صوت في مصر ولا العالم العربي، لأنهم إما في السجن، أو مهددون بالترحيل لجوانتانامو إن قالوا لا، باستثناء من أسماهم الكاتب بالحمقى والعملاء وأبطال الميكروفونات والإنترنت، فهؤلاء يعارضونها بقوة لأنهم يتمثلون بقول المتنبي:رماني الدهر بالأرزاء حتى فؤادي في غشاء من نبالفكنت إذا أصابتني سهام تكسرت النصال على النصالوهان فما أبالي بالرزايا لأني ما انتفعت بأن أبالي