لقد كانت طموحات إيران النووية موضوعاً لنقاش جاد داخل أوساط المجتمع الدولي، على مدار أكثر من خمس سنوات، وبحثت التقارير الإعلامية مرات عدة إمكانية توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية استباقية لإيران، غير أن تورطها الراهن في العراق قد يحد من استعدادها لتنفيذ ضربة كهذه. وفي المقابل، فإن دواعي خوف إسرائيل من تحول إيران إلى قوة نووية، ...
قراءة الكل
لقد كانت طموحات إيران النووية موضوعاً لنقاش جاد داخل أوساط المجتمع الدولي، على مدار أكثر من خمس سنوات، وبحثت التقارير الإعلامية مرات عدة إمكانية توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية استباقية لإيران، غير أن تورطها الراهن في العراق قد يحد من استعدادها لتنفيذ ضربة كهذه. وفي المقابل، فإن دواعي خوف إسرائيل من تحول إيران إلى قوة نووية، تفوق تلك التي لدى الولايات المتحدة، وقد تجد الأولى أن لا خيار لها سوى اللجوء إلى القوة؛ للقضاء على القدرات الإيرانية، في حال آلت الجهود الدبلوماسية إلى الإخفاق.وقد أعلنت إسرائيل، مرة بعد أخرى، معارضتها الصريحة امتلاك إيران أسلحة نووية، وهناك الكثير من التكهنات في شأن العمل الذي يمكن أن تقدم عليه إسرائيل؛ لمنع إيران من تطوير أسلحة كهذه. وقد أفادت تقارير عدة أن القادة الإسرائيليين يفكرون في توجيه ضربة عسكرية وقائية؛ للقضاء على التهديد الناجم عن وجود قدرة نووية إيرانية. وخطوة كهذه ليست من غير سابقة لها؛ ففي السابع من حزيران/يونيو عام 1981، شنت إسرائيل إحدى أكثر الهجمات الوقائية طموحاً في التاريخ الحديث، فقد استطاعت المقاتلات النفاثة الإسرائيلية تدمير المفاعل العراقي «تموز».وبما أن إيران ماضية قدماً في تنفيذ برنامجها النووي، فإن الحجج التي تساق لتسويغ الضربة الوقائية قد تفرض ضغوطاً متزايدة على الحكومة الإسرائيلية. وعلى أي حال، فليس هناك حتى الآن أي تقويم نهائي معلن لقدرات إسرائيل الحالية على تدمير المنشآت النووية الإيرانية، وعلى الرغم من التطور الكبير الذي طرأ على قدرات سلاح الجو الإسرائيلي خلال العقدين الأخيرين، فإن المنشآت الإيرانية تعد هدفاً أصعب كثيراً من المفاعل العراقي.تركز هذه الدراسة على الضربة العسكرية التي قد تشنها إسرائيل على مواقع إيران النووية، وتفحص بشكل خاص إمكانات سلاح الجو الإسرائيلي للقيام بهذه العملية، والخيارات المتاحة له لتنفيذها، وتقوِّم الدراسة أخيراً إمكانية نجاح العملية.