فما زال علم تفسير القرآن من أهمّ العلوم وأشرفها حيث أن الكتاب العزيز المنـزَّل من عند الله تعالى اشتمل على أهمّ العلوم من التوحيد والأحكام والقصص والقضايا الاجتماعية والسياسة الشرعية وكل ما ينفع الناس من أمور دينهم ودنياهم، وقد تعدَّدت التفاسير للقرآن الكريم منذ عهد التابعين إلى عصر التدوين والتصنيف إلى عصرنا هذا حيث توجد مئات م...
قراءة الكل
فما زال علم تفسير القرآن من أهمّ العلوم وأشرفها حيث أن الكتاب العزيز المنـزَّل من عند الله تعالى اشتمل على أهمّ العلوم من التوحيد والأحكام والقصص والقضايا الاجتماعية والسياسة الشرعية وكل ما ينفع الناس من أمور دينهم ودنياهم، وقد تعدَّدت التفاسير للقرآن الكريم منذ عهد التابعين إلى عصر التدوين والتصنيف إلى عصرنا هذا حيث توجد مئات من التفاسير المطبوعة التي تحدث عنها الدكتور محمد الذهبي في كتابه " التفسير والمفسرون"، غير أن تفسير القرآن الكريم شابته شوائب من القصص المنقولة والأخبار المروية التي شوهت جمال القرآن وحكمته لبطلانها ووهائها، وأغلبها من التفاسير الإسرائيلية، وقد بذل جمعٌ من العلماء المفسرين جهودهم في تفنيد هذه الأباطيل التي تسربت إلى تفسير القرآن، وتعددت أقوالهم فيها، غير أنني لما رأيت أن تلك الجهود مبثوثة في التفاسير أردت جمعها في كتاب مختصر يشتمل على أهم تلك المرويات الباطلة، وقد سلكتُ منهج النقد العلمي حيث أنني أورد الروايات المتعددة في القصة بالعزو إلى مصادرها التي وقفتُ عليها، ثم نقْدها نقدا علميا راجعا إلى كتب الجرح والتعديل، ثم أنقل عن العلماء والمفسرين آرائهم في تلك المرويات، وذلك بالعزو إلى كتبهم، وإذا كان هناك اختلاف في التصحيح والتضعيف أرجِّح ما هو أقرب للصواب من خلال البحث، وقد استغرق مدة كتابة هذا الكتاب وتنقيحه وترتيبه ست سنوات.