كي تتمكّن دول العالم من مواجهة التهديدات المتعددة التي يتعرّض لها أمنها الوطني اليوم، لابد لها من تحقيق التعاون الدولي الوثيق فيما بينها، وكذلك العمل على تنسيق الاستراتيجيات الوطنية التي توظف كل عناصر القوة الوطنية. إن توظيف تشكيلة منوعة من الوسائل بأسلوب منسَّق قد يتمخّض عنه أفضل النتائج. لكن هناك أداة واحدة تبشّر بالخير، وبخاص...
قراءة الكل
كي تتمكّن دول العالم من مواجهة التهديدات المتعددة التي يتعرّض لها أمنها الوطني اليوم، لابد لها من تحقيق التعاون الدولي الوثيق فيما بينها، وكذلك العمل على تنسيق الاستراتيجيات الوطنية التي توظف كل عناصر القوة الوطنية. إن توظيف تشكيلة منوعة من الوسائل بأسلوب منسَّق قد يتمخّض عنه أفضل النتائج. لكن هناك أداة واحدة تبشّر بالخير، وبخاصة حين تستخدم بالتناغم مع أدوات السياسات الأخرى، وهي مكافحة تمويل التهديدات عبر الحدود الوطنية.تبعاً للهدف، يمكن أن تتحقق فاعلية مكافحة التمويل غير المشروع على ثلاثة مستويات: الردع، والوقاية، والتفكيك؛ فلتجميد أموال الإرهابيين مثلاً مفعول رادع في المتبرعين الرئيسيين، ما يدفع المموّلين إلى إعادة التفكير فيما يقدمونه من دعم بسبب العوائق التي يمكن أن تعانيها نشاطاتهم التجارية اليومية.ومنذ هجمات 11 سبتمبر، تطوّر التهديد الإرهابي هيكلياً ومالياً. حيث يقدّر المركز القومي لمكافحة الإرهاب أن نحو 300 جماعة كانت متورطة في هجمات إرهابية عام 2006 ويختلف هذا التمرّد العالمي اللامركزي جذرياً عن تنظيم القاعدة الهرمي عام 2001. وقد انتقلت العلاقات المالية أيضاً نحو الخارج، مع تحكم نواة القاعدة ببعض الأصول، بينما يحصل بعض فروعها التابعة على موارد محلية.