رحلة الكولونيل لجمن في الجزيرة العربية 1909-1910م

نبذة النيل والفرات:"أصبح لجمن بعد توغل الجيش الانكليزي في العراق، حاكماً سياسياً في البادية الغربية: يتولى شؤونها، ويسوس قبائلها، ويصون مصالح الاستعمار الوافد. وقد مارس هذه المهمة الشاقة في 4 مرات سنة 1917". ويعرض هذا الكتاب لرحلة الكولونيل لجمن في شبه الجزيرة العربية، ولتخطيطه وتحضيراته السابقة لها، فقد "بذل جهداً بالغاً في تعلم اللغة العربية"، و"درس بعض الأدبيات المحدودة عن الجزيرة العربية"، كما "اطلع بعناية على ما دوّنه الرحالون السابقون" عنها، مما يظهر منذ البدء "جدية نواياه، مثلما يظهر العناية والصبر اللذين سلح نفسه بهما كي يكون قادراً على مجابهة المشاق التي ستواجهه فيما بعد".يظهر البحث عشق هذا الرجل منذ العام 1900 للترحال وللقيام بالرحلات خارج انكلترا، فزار مالطا وجنوب أفريقيا الذي عاد منها "أشهر رام، وأمهر فارس، والمع راقص"، ليرحل بعدها إلى الهند والتبت، ثم إلى البحرين والكويت، وقد زار أنحاء العراق من البصرة إلى بغداد حيث كان يعود غالبية الوقت ليستقر فيها، زار أيضاً الكاظمية وحلب والفلوجة، وكربلاء والنجف والكوفة وغيرها.كما استقر فترة في فلسطين ليكتب تقاريره "عمّا رآه في جولاته إلى قيادة الجيش الهندي ومكتب الاستخبارات"، وليحرر مقالاته في عدد من الصحف اللندنية. حين عاد إلى البصرة عام 1975، كان قد أصبح "أنشط ضابط في استخبارات الجيش البريطاني"، وقد شارك لجمن "في جميع المعارك الضارية بين الانكليز والجيش التركي من جنوب العراق حتى الموصل".يبحث الكتاب في نشأة الكولونيل لجمن، وثقافته وأخلاقه فقد "كان شرس الطباع غير هيّاب ولا وجل" و"كان ذا مزاج شاذ يقوده في أغلب الأحيان إلى التهور دون أن يميّز بين خطأ وصواب"، كما يقدم عرضاً لحياته خلال إقامته في الجزيرة العربية بكل تفاصيلها، في مناطق البادية وفي الموصل وفي لواء الدليم، وإلى حين مقتله "برصاص الثورة العراقية الكبرى في خان النقطة بين بغداد والفلوجة ظهر اليوم الثاني عشر من شهر آب سنة 1920".كتاب شيق في نوعه لجميع القراء محبي المعرفة، يحدد هوية وطبيعة شخصية مستشرق ورحّال وكولونيل انكليزي، عاش حياته متنقلاً بين البلدان، طاف في الجزيرة العربية ليصبح فيها حاكما وينتهي مقتولاً.