"في ضوء التجربة الشعرية يتحرك الوجود الإنساني في أفق الموت والخطر، غير أن هذه التجربة تكتشف شيئاً آخر، إنها تكتشف بأن المفهوم الوجودي لبناء الحقيقة الإنسانية ضيق، أي أن هذا البناء يشتمل على عناصر أونتولوجية لا يمكن فهمها على أساس الفلسفة الوجودية، فإلى جانب الزمنية في بناء الوجود الإنسان هناك المكانية والسكنية.هكذا يتحدث الكاتب ...
قراءة الكل
"في ضوء التجربة الشعرية يتحرك الوجود الإنساني في أفق الموت والخطر، غير أن هذه التجربة تكتشف شيئاً آخر، إنها تكتشف بأن المفهوم الوجودي لبناء الحقيقة الإنسانية ضيق، أي أن هذا البناء يشتمل على عناصر أونتولوجية لا يمكن فهمها على أساس الفلسفة الوجودية، فإلى جانب الزمنية في بناء الوجود الإنسان هناك المكانية والسكنية.هكذا يتحدث الكاتب عن ماهية التجربة الشعرية وفلسفتها، حث يتحدث في هذا المجال عن "عالم الشقر" عن "الشعر والموت" عن "الشعر والسكن، عن "موت الآخر"، من "الشعر واللغة" عن "هايدغر" في مغامرته الفكرية وعن "لقاء مع هايدغر". ومن الملاحظ أن مرور الكاتب في هذه المحطات لم يكن صدفة، على أساس أنها مترابطة داخلياً، وهذا الترابط الداخلي بعضها تظهر وكأنها محطة رئيسية واحدة، بما يدل على وجود موقف مجدد يحاول من خلاله الكاتب الدخول إلى وجود الحقيقة الإنسانية وإلقاء الضوء على أسس هذا الوجود.والموقف الذي اتخذه الكاتب قائم على الاقتناع بأن التجربة الشعرية تضيء بصورة ممتازة الهيكل الأونتولوجي للحقيقة الإنسانية، وفي ضوء هذا الاقتناع يمكن للقارئ فهم السبب الذي من أجله جعل الكاتب التجربة الشعرية التيار الذي يخترق هذه المحطات، ويوحدهما بعضها مع بعض، والسؤال الذي حاول باستمرار الإجابة عليه، أكثر ما يكون بصورة غير مباشرة، هو: كيف يظهر الهيكل الأونتولوجي للحقيقة الإنسانية في ضوء التجربة الشعرية.