الكلمة حبيسة الكاتب تارة... وحبيسها تارة أخرى... هو أسيرها, وهي أسيرته... يمتلكها وهي داخل ثنايا أفكاره, وتمتلكه بين ثنايا السطور على خدود الأديم... هي نعمة عليه ونقمة... هي حسنة له وكبيرة... أيها الأديب كلماتك بعد نظمها فلتكن حابسها.. ولتكن هي أسيرة لك... ولتمتلك معانيها قبل أن تمتلكك... ولتكن صاحب طريقة حسنة, لا مرتكب كبيرة......
قراءة الكل
الكلمة حبيسة الكاتب تارة... وحبيسها تارة أخرى... هو أسيرها, وهي أسيرته... يمتلكها وهي داخل ثنايا أفكاره, وتمتلكه بين ثنايا السطور على خدود الأديم... هي نعمة عليه ونقمة... هي حسنة له وكبيرة... أيها الأديب كلماتك بعد نظمها فلتكن حابسها.. ولتكن هي أسيرة لك... ولتمتلك معانيها قبل أن تمتلكك... ولتكن صاحب طريقة حسنة, لا مرتكب كبيرة... ولك على كلٍّ أجر, فاختر أجورك من أيها تشاء.يختار الكاتب كلماته, وينتقيها ليرسم بها نفوس كل الناس... ويوصلها إلى بعض الناس... وحيناً يختار بعض الناس ليوصل كلماته إلى كل الناس...فسيرة وزير... رواية انقلاب الموازين... وازدواجية المعايير... وانسلاخ الحاضر من الماضي... وتفلت الأحوال... وانجراف القيم إلى وادي الرذيلة...فصولها عشرة... بدايتها كفلق الصبح وانبجاسه نوراً, وإشراقاً... بساطةً... ودفئاً... وقيماً... تستحوذ عليك بأجمل الصفات التي فطر عليها الإنسان الريفي بعيداً عن ضوضاء, وبهارج, وزخارف ازدحام التجمعات السكانية الكبيرة...ليبدأ بعد ذلك انهيار القيم... والدخول بتعقيدات الحياة... لتصبح الحياة خالية من دفء الدافئين... وتحول الجوهر الحقيقي داخل النفوس إلى تزيينات براقة من الخارج خاوية من الداخل... إلى أن تصل إلى نكران الذات والتخلي عن الهوية... وتمزيقها على أبواب السلطة, والثراء, وروم الجاه...ولن أطيل في وصف رواية سير وزير... لأترك للقارئ الكريم الإبحار والتمعن في كلماتها, والغوص في صيد, واقتناص أفكار كاتبها الأستاذ علي الإبراهيم العلي... الذي اقتطف روايته من واقعه السياسي... الذي عاش في غماره, ومعتركه, وكنفه حيناً من الدهر... فعرفه وائتلفه, واكتشف خباياه... فنسج هذا السفر الذي عبر به عن متنفس روحه بقوة الكلمة... وفكر الأديب... وخبرة الواقع المعاش...