حظى إقليم برقة وطرابلس بأهمية كبيرة فى تاريخ المغرب الإسلامى ، إن لم يكن فى تاريخ العالم الإسلامى قاطبة ، كواسطة العقد فى العالم الإسلامى بحكم موقعه الجغرافى . فعن طريق برقة وطرابلس تقدم العرب لفتح المغرب وعن طريقهما انساحت القبائل العربية فى ربوع المغرب تحمل معها عقيدتها ولغتها وحضارتها . كما كان أيضاً مدخلاً إلى المشرق وقلب ال...
قراءة الكل
حظى إقليم برقة وطرابلس بأهمية كبيرة فى تاريخ المغرب الإسلامى ، إن لم يكن فى تاريخ العالم الإسلامى قاطبة ، كواسطة العقد فى العالم الإسلامى بحكم موقعه الجغرافى . فعن طريق برقة وطرابلس تقدم العرب لفتح المغرب وعن طريقهما انساحت القبائل العربية فى ربوع المغرب تحمل معها عقيدتها ولغتها وحضارتها . كما كان أيضاً مدخلاً إلى المشرق وقلب العالم الإسلامى . فمدن برقة كانت آخر مرحلة يقطعها ركب الحجاج والتجار المغاربة والأفارقة فى طريقهم نحو المشرق والمقدسات الإسلامية . كما كانت طرابلس تمثل نقطة الانطلاق نحو إفريقية ، ولما كانت برقة تمثل نقطة أمامية تجاه إفريقية فإن طرابلس كانت تمثل للعرب قاعدة خلفية لحماية وجودهم فى إفريقية ، مما أدى إلى إحكام ولاة المسلمين قبضتهم عليها . وعلى الرغم من هذه الأهمية التى احتلها إقليم برقة وطرابلس فى خريطة العالم الإسلامى ـ الا أنه لم يحظ تاريخه الاجتماعى والثقافى بما يليق به من مكانة فى الدراسات الحديثة . غاية الأمر إن الحياة الاجتماعية والثقافية فى برقة وطرابلس منذ القرن الثالث وحتى منتصف القرن الخامس الهجرى ( 9 ـ 11م ) تفتقر إلى دراسة متكاملة . وانطلاقا من هذا جاء اختيار الباحث لهذه الدراسة بهدف المشاركة فى قافلة الكشف عن التاريخ الحضارى لأقطارنا الإسلامية والعربية ، وذلك من خلال إعطاء صورة كلية لحياة سكان الإقليم اجتماعياً وثقافياً أثناء فترة الدراسة .