تعود فكرة هذا المؤلف إلى أزمان طويلة، وبالذات إلى السنوات التي كنت أكتب فيها مقالات صحفية في أكثر من جريدة أبرزها جريدة الراية القطرية والشعب الأردنية قبل تصفيتها منذ سنوات عديدة، فجاء لقاء الصدفة الذي جمعني بالدكتور نبيل أبو حلتم مدير عام دار أسامة للنشر والتوزيع ليحولها من مجرد فكرة إلى واقع ملموس هو هذا المؤلف الذي بين أيدينا...
قراءة الكل
تعود فكرة هذا المؤلف إلى أزمان طويلة، وبالذات إلى السنوات التي كنت أكتب فيها مقالات صحفية في أكثر من جريدة أبرزها جريدة الراية القطرية والشعب الأردنية قبل تصفيتها منذ سنوات عديدة، فجاء لقاء الصدفة الذي جمعني بالدكتور نبيل أبو حلتم مدير عام دار أسامة للنشر والتوزيع ليحولها من مجرد فكرة إلى واقع ملموس هو هذا المؤلف الذي بين أيدينا والذي حاولت من خلاله المزاوجة بين عمليتين اجتماعيتين هامتين هما الإعلام بمختلف وسائله الجماهيرية المتألقة في سماء المعرفة والأخبار والتثقيف والترويح ... إلخ، وبالذات بعد التطور الهائل الذي حدث على تكنولوجيا الأقمار الصناعية ودخول ما يعرف اليوم بتكنولوجيا الواقع الافتراضي والتلفزيون الرقمي والإذاعة الرقمية وقنوات التلفزة الفضائية التي أصبح نورها مسلط على منازلنا ومكاتبنا وأماكن جلوسنا أينما ذهبنا وعملية التنشئة الاجتماعية التي تمارس في كل بيت ومؤسسة وتنظيم من تنظيمات حياتنا بهدف تمكين النشء من استيعاب الماضي والاستعداد للمستقبل والمشاركة في صنعه. هذا مع ضرورة العلم أنهم أي القائمون على عملية التنشئة لن يستطيعوا أن يكونوا مؤهلين لأداء هذه الرسالة النبيلة بدون عون مؤسسات الإعلام الجماهيرية، فالعلاقة بين العمليتين علاقة تساند وترابط، لذا فإن الهدف العام لهذا المؤلف قد ركز على دور وسائل الإعلام الجماهيرية في عملية التنشئة الاجتماعية، ولتحقيق هذا الهدف فقد اشتمل هذا المؤلف على خمسة فصول، تناول الفصل الأول منه العملية الإعلامية من حيث المفهوم والأهمية والأهداف، وعناصر العملية الإعلامية وأبرز النظريات الإعلامية وأهميتها في توجيه العملية الإعلامية الوجهة الصحيحة، فيما تم في الفصل الثاني تسليط الضوء على وسائل الإعلام الجماهيرية وهي التلفاز والإذاعة والصحافة، وبالذات على النشأة والتعريف والأهداف والعوامل التي ساعدت على سرعة انتشار وتطور هذه الوسائل الإعلامية ومزايا وعيوب كلاً منها، بالإضافة إلى تقسيماتها المختلفة من حيث مدى التغطية الجغرافية والتبعية والاهتمام والتركيز. أما الفصل الثالث فقد تناول عملية التنشئة الاجتماعية من حيث التعريف والأهمية والأهداف والعوامل التي تساعد على حدوث التنشئة وأبرز خصائص عملية التنشئة، بالإضافة إلى أبرز نظريات التنشئة الاجتماعية. في حين اعتبر الفصل الخامس بمثابة اللب أو جوهر هذا المؤلف لأنه الفصل الذي يجيب على الهدف العام لهذا المؤلف، لذا نجده قد جاء الفصل الأكبر من بين الفصول من حيث الكم، كما أنه ركز على إيجابيات دور وسائل الإعلام في عملية تنشئة النشء وسلبياتها، كما ألقى الضوء على دور وسائل الإعلام في استمرارية التنشئة الاجتماعية، بالإضافة إلى دور وسائل الإعلام في تعزيز سلوكيات التي تتوافق مع القيم والمعايير ودورها في نبذ السلوكيات التي لا تتوافق مع القيم والمعايير وروح العصر.