في ظروف التطورات السياسية والحرب الداخلية التي شهدها لبنان والاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 وتداعياته على الوضع السياسي والطائفي في لبنان برزت مقاربات لأطراف سياسية وقوى مسيحية مارونية تتحدث بشكل دائم عن وحدة الطائفة وعن القرار الماروني الموحّد في محاولة لإلزام جميع القوى والشخصيات المارونية بوحدة القرار الماروني وإسقاط...
قراءة الكل
في ظروف التطورات السياسية والحرب الداخلية التي شهدها لبنان والاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 وتداعياته على الوضع السياسي والطائفي في لبنان برزت مقاربات لأطراف سياسية وقوى مسيحية مارونية تتحدث بشكل دائم عن وحدة الطائفة وعن القرار الماروني الموحّد في محاولة لإلزام جميع القوى والشخصيات المارونية بوحدة القرار الماروني وإسقاطه على الأطراف المسيحية الأخرى والقوى الإسلامية.كان للعرب المسيحيين وفي طليعتهم النخب المارونية دور محوري، ومساهمات متواصلة في المسيرة الحضارية الوطنية والقومية والثقافية للشعب العربي على مدار التاريخ القديم حتى المعاصر.تجاوباً مع النظرية التي تقول: «إن أهمية التاريخ أن نتعلمه ونحن نصنعه» لأنه ليس من تاريخ ممكن من دون حركة الفكر، والفكر باستخدامه العقل العلمي هو الذي ينتج التصورات العلمية عن حقائق التاريخ.بما أني لست من الذين يدعمون نظرية الأحادية، وادعاء احتكار الحقيقة للتاريخ قررت اختيار موضوع الكتاب "التيارات والاتجاهات السياسية في الطائفة المارونية من 1916 إلى 1936" مستخدماً منهجية الباحث في الإطار التاريخي للأحداث، ومقاربة الموضوعات التاريخية بمنطق الأكاديمي الذي يجيد البحث عن المعرفة، وبنمط الكتابة على أسس موضوعية في الحدث التاريخي، عاملاً على إضاءة تاريخية على حقبة معينة من تاريخ لبنان المعاصر قائمة على تحليل الوقائع التاريخية بأسبابها ونتائجها، وعلى دور المرجعيات والقوى والشخصيات اللبنانية خاصة المارونية واتجاهاتها ومواقفها في مرحلة تمتد من العام 1916 إلى العام 1936.