إنَّ السُّؤال الذي يطرح نفسه هُو: النّهضة الإسلاميَّة: أَ هي ثورة دينيَّة؟ أم سياسية؟ ففي النِّظام الإسلامي تتوحَّد عناصر الدِّين، والتّنظيم السّياسي، والاجتماعي، جميعاً، فكيف نسعى لتحقيقه؟ بنهضة دينيَّة؟ أم بثورة سياسيَّة؟وهذا الواقع يُعالجه أغلبيَّة (المشايخ) مُعالجة مُبستَرَة، فهُم لا يعرفون واقعَ الحياة، ويُعانون من انعدام و...
قراءة الكل
إنَّ السُّؤال الذي يطرح نفسه هُو: النّهضة الإسلاميَّة: أَ هي ثورة دينيَّة؟ أم سياسية؟ ففي النِّظام الإسلامي تتوحَّد عناصر الدِّين، والتّنظيم السّياسي، والاجتماعي، جميعاً، فكيف نسعى لتحقيقه؟ بنهضة دينيَّة؟ أم بثورة سياسيَّة؟وهذا الواقع يُعالجه أغلبيَّة (المشايخ) مُعالجة مُبستَرَة، فهُم لا يعرفون واقعَ الحياة، ويُعانون من انعدام وُضُوح الرُّؤية، ومن فقدان الاتِّجاه، فتأتي مُعالجتهم ركيكة خاطئة، ومن بعضهم عنيفة ومُتشدِّدة. وللإمام مُحمَّد عبده عبارة تصف هذا الفصيل النُّصُوصي من فصائل تيَّار التّقليد للموروث يقول فيها: «إنَّهم أضيق عطناً - أيْ صدراً وأُفُقَاً - وأحرج صدراً من المُقلِّدين، فهُم، وإنْ أنكروا كثيراً من البِدَع، ونَحوا عن الدِّين كثيراً ممَّا أُضيف إليه، وليس منه، إلَّا أنَّهم يرون وُجُوب الأَخْذ بما يُفهَم من لفظ الوارد، والتَّقيُّد به، دُون التفات إلى ما تقتضيه الأُصُول، التي قام عليها الدِّين، وإليها كانت الدّعوة، ولأجلها مُنِحَت النُّبُوَّة، فلم يكونوا للعلم أولياء، ولا للمَدَنيَّة أحبَّاء».