الكتاب من تحقيق نبيل سعد الدين جرار.يمثل هذا الكتاب المجموع الثالث في سلسلة مجاميع الأجزاء الحديثية، وهو يتضمن تحقيق مصنفات أبي العباس الأصم وإسماعيل الصفار. وقد استهل المحقق الكتاب بترجمة لأبي العباس الأصم، واتبع ذلك بتراجم مختصرة لشيوخه في هذا المجموع، وبكلام عن مصنفاته والأصولة الخطية التي اعتمدها في التحقيق، ثم النصوص المحقق...
قراءة الكل
الكتاب من تحقيق نبيل سعد الدين جرار.يمثل هذا الكتاب المجموع الثالث في سلسلة مجاميع الأجزاء الحديثية، وهو يتضمن تحقيق مصنفات أبي العباس الأصم وإسماعيل الصفار. وقد استهل المحقق الكتاب بترجمة لأبي العباس الأصم، واتبع ذلك بتراجم مختصرة لشيوخه في هذا المجموع، وبكلام عن مصنفاته والأصولة الخطية التي اعتمدها في التحقيق، ثم النصوص المحققة. ومن ثم سار المحقق على نفس الطريقة في مصنفات إسماعيل الصفار، خاتماً الكتاب بفهارس علمية معتمداً على الرقم العام لأحاديث المجموع كله. وأما منهج التحقيق فقد سار على النحو التالي: الاهتمام بضبط النص وموافقة المطبوع للمخطوط، وتصحيح التحريفات والتصحيفات قدر الإمكان، والاكتفاء في التخريج بالفرد للصحيحين أو أحدهما إن وجد، وإن لم يكن فكتب الحديث المتداولة المشهورة مع تجنب الإطالة وحشد المصدر.أما أبو العباس الأصم صاحب المجاميع الأولى التي ضمّها هذا الكتاب فهو محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان، الإمام المحدث مسند العصر؛ أبو العباس الأموي مولاهم، السناني المعقلي النيسابوري الأصم. كان أبوه من أصحاب إسحاق بن راهويه وعلي بن حجر، وقد ارتحل بابنه أبي العباس إلى الآفاق، وسمعه الكتب الكبار. حدّث بكتاب الأم للشافعي عن الربيع، وطال عمره وبعد صيته وتزاحم عليه الطلبة، وجميع ما حدث به إنما رواه من لفظه، فإن الصمم لحقه وهو شاب له بضع وعشرون سنة. قال الحاكم: كان يكره أن يقال له الأصم، وإنما حَدَث به الصمم بعد انصرافه من الرحلة، وكان محدث عصره، ولم يختلف أحد في صدقه وصحه سماعاته وضبط أبيه يعقوب الوراق لها، وكان يرجع إلى حسن مذهب وتدين. توفي أبو العباس في الثالث والعشرين من ربيع الآخر سنة ست وأربعين وثلاثمئة 346هـ وترك مصنفات عدّة.وأما إسماعيل الصفار صاحب المجاميع الثانية التي ضمّها هذا الكتاب، فهو الإمام النحوي الأديب مسند العراق، أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح البغدادي الصفار الملحي نسبة إلى الملح والنوادر. ولد سنة 247هـ قال عنه الدراقطني: "كان ثقة متعصباً للسنة". وقد انتهى إليه علو الإسناد، وروى الحاكم عن رجل عنه، وله شعر وفضل، وكان مقدماً في العربية. توفي ببغداد سنة 341هـ.