اقتحم صابر النـّار المستعرة التي كانت تلتهـم بيته، جـرّاء سقوط إحـدى القذائف الصاروخية عليه.. إذ شلّ المشهد عقله ولم يعد لديه مجال للتفكير في العـواقب والمـآلات، فالموقف عصيب.. والخطْبُ جلل، ويستدعي القيام بعمل فوري. طفق يقتحم الغُـرفَ: غرفةً غرفةً وهو في حالة هستيرية... كان ينادي بأعلى صوته: "غالية.. رغد". توقف فجأة حين رأى زوج...
قراءة الكل
اقتحم صابر النـّار المستعرة التي كانت تلتهـم بيته، جـرّاء سقوط إحـدى القذائف الصاروخية عليه.. إذ شلّ المشهد عقله ولم يعد لديه مجال للتفكير في العـواقب والمـآلات، فالموقف عصيب.. والخطْبُ جلل، ويستدعي القيام بعمل فوري. طفق يقتحم الغُـرفَ: غرفةً غرفةً وهو في حالة هستيرية... كان ينادي بأعلى صوته: "غالية.. رغد". توقف فجأة حين رأى زوجته وابنته ترقدان في المطبخ وهما متعانقتينِ وقد تفحمتا. خرّ جاثيا على ركبتيه وأجهش بالبكاء بيد أنه لم يلبث أن أفاق من صدمته على بكاء ابنه الرضيع. هُرع إليه مناديا بصوت عالٍ: "سالم.. سالم...". وبسرعة خاطفة التقطه من على سريره، وضمّه إلى صدره، وخرج به مسرعاً. لم يكن يحسّ صابر بالنار التي شبّت في ملابسه إذ أن المصيبة قد عطـَّلت وسائل الإحساس لديه، وبلّـدت الشعور عنده...