تتمتع ألمانيا والمملكة المتحدة بوجود تحالف ضمني بينهما، فهما حليفتان في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وشريكتان في الاتحاد الأوروبي. وإذا كانت علاقة ألمانيا والمملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي تعني التزامهما المشترك بجعل أراضي دول الاتحاد الأوروبي منطقة تجارية واحدة، فإن الخلاف في وجهات النظر بين حكومتي الدولتين بشأن التكامل ا...
قراءة الكل
تتمتع ألمانيا والمملكة المتحدة بوجود تحالف ضمني بينهما، فهما حليفتان في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وشريكتان في الاتحاد الأوروبي. وإذا كانت علاقة ألمانيا والمملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي تعني التزامهما المشترك بجعل أراضي دول الاتحاد الأوروبي منطقة تجارية واحدة، فإن الخلاف في وجهات النظر بين حكومتي الدولتين بشأن التكامل السياسي لدول الاتحاد الأوروبي، يجعل العلاقة بين البلدين تبدو أنها علاقة تعاون وخصومة في آن واحد؛ فالصراع حول أوروبا كان دائماً مبعثاً للمفارقات.وفي هذا الإطار، تناقش هذه الدراسة الفرق بين المنهجين الألماني والبريطاني لتطوير السياسة الأمنية والخارجية المشتركة، حيث يؤدي هذان المنهجان إلى تباين وجهات النظر بشأن الخطوات والإجراءات المطلوب اتخاذها؛ فالمنهج الاستدلالي الألماني يبدأ من الافتراض بأن دول الاتحاد الأوروبي متفقة على توثيق الروابط داخل الاتحاد أكثر من ذي قبل، بما في ذلك قضايا الأمن والدفاع، وعلى الضرورة الملحة لإيجاد إطار سياسي متسق ومتماسك، وهذا يستتبع إضافة هياكل عسكرية ومؤسسية مستقلة جديدة إلى التنظيم الأوروبي. أما المنهج البراجماتي البريطاني الذي يضع تعقيدات كثيرة أمام التصورات الألمانية، فيطرح أسئلة مثل: ما درجة استعداد بريطانيا وقدراتها العسكرية؟ ومع من تتعاون في هذا المجال؟