تشكل الأنهار والموارد المائية عصب الحياة لكوكب الأرض. ومن هنا، كان لابد أولاً من أن ينال كل من هو بحاجة إليها نصيبه منها، ومن حمايتها ثانياً من عواقب الصراعات والاستغلال المغالى فيه. وهناك الكثير من النزاعات الطويلة الأمد المرتبطة بالمياه التي مازالت من دون حسم، في وقت بات فيه الطلب المتعاظم على موارد المياه النقية المحدودة ينبئ...
قراءة الكل
تشكل الأنهار والموارد المائية عصب الحياة لكوكب الأرض. ومن هنا، كان لابد أولاً من أن ينال كل من هو بحاجة إليها نصيبه منها، ومن حمايتها ثانياً من عواقب الصراعات والاستغلال المغالى فيه. وهناك الكثير من النزاعات الطويلة الأمد المرتبطة بالمياه التي مازالت من دون حسم، في وقت بات فيه الطلب المتعاظم على موارد المياه النقية المحدودة ينبئ بتفاقم خطر اندلاع صراعات جديدة في المستقبل. وتزداد الحاجة بشكل خاص إلى حلول متكاملة تقوم على التعاون ما بين الأطراف المعنية في 263 حوضاً نهرياً تتشارك مياه كل منها دولتان أو أكثر، وتضم في مجموعها قرابة نصف مساحة العالم وسكانه.وفي غياب مؤسسات واتفاقيات متينة الأسس، فإن أية تغييرات تطرأ على الحوض النهري يمكن أن تشعل فتيل صراع فيه. وحين يمضي العمل قدماً في بناء مشروعات مائية كبرى دون تعاون إقليمي، فهذه قد تتحول إلى الشرارة التي تفجر توترات واضطرابات إقليمية ربما تطلب حسمها سنوات أو حتى عقوداً.وتسعى هذه الدراسة لعرض المعلومات والأسباب التي تدعو دول الخليج، ومنها تحديداً دولة الإمارات ، لأداء دور محوري كوسطاء ولاعبين يسهمون في تيسير عملية بناء السلام في المنطقـة. وفي منطقة الخليج، باتت المياه السطحية والجوفية تتحول شيئاً فشيئاً إلى سبب لإثارة التوتر والنزاعات، بل وحتى الحروب. ولم يعد بالإمكان تجاهل الحاجة إلى إنشاء هيئات مستدامة على كل الأمداء، القصير والمتوسط والطويل، لتتولى إدارة هذه الموارد الآخذة في التضاؤل يوماً بعد آخر؛ لذا صار يتعين على صنّاع القرار السياسي معالجة هذه المسألة البالغة الأهمية بأسرع ما يمكن، وتوظيف الوسائل المحدثة الأكثر تطوراً لإقامة إدارة متكاملة للمياه العابرة للحدود من أجل تفادي اندلاع أية صراعات على المياه.