هذا الكتاب يحدّد مرماه في ممارسة "التفكير في المابين"، فالمؤلف لا يني يعقد جدلاً بين نظريتين، أو منهجين، أو تصوّرين لقضية فلسفية، أو أدبية، أو فنية وما إلى ذلك. وسلفرمان يسمّي هذه الممارسة "سيميولوجيا هرمنوطيقية". وهو يحدِّج السيميولوجيا الهرمنوطيقية هنا "كفهم لمجموعة من العلامات منتظمة في مركّب نصّي متسق"، ومنوط بهذا الفهم أن ي...
قراءة الكل
هذا الكتاب يحدّد مرماه في ممارسة "التفكير في المابين"، فالمؤلف لا يني يعقد جدلاً بين نظريتين، أو منهجين، أو تصوّرين لقضية فلسفية، أو أدبية، أو فنية وما إلى ذلك. وسلفرمان يسمّي هذه الممارسة "سيميولوجيا هرمنوطيقية". وهو يحدِّج السيميولوجيا الهرمنوطيقية هنا "كفهم لمجموعة من العلامات منتظمة في مركّب نصّي متسق"، ومنوط بهذا الفهم أن يكشف عن جوانب النصّ، أو عن نصيّته من خلال قرنه بعلاقة بنصوص ونصيّات أخرى. ومن هنا فإن السيميولوجيا الهرمنوطيقية تعمل في المكان القائم "بين" الهرمنوطيقا والتفكيكية، وهكذا يمكن أن يُفهَم عنوان كتابه نصيّات بين الهرمنوطيقا والتفيكية؛ أي أن يُفهَم على أن نصيّة النصّ تنكشف حينما تُوظِّف ممارسة سيميولوجيا هرمنوطيقية في مكان (بين) الهرمنوطيقا والتفكيكية، فمكان "المابين" هذا هو موقع النصيّة، النصيّة التي تقبع في "المابين"، في التخم، في الخط المائل... الخ. وبهذا الاعتبار يوضح المؤلف أن عمله، أو عمل السيميولوجيا الهرمنوطيقية، إنما هو عمل تفكيكيّ من نوع ما، يقارب بين التخوم والحدود، ولكنه لا يلغي هوية كل طرف.