لم تخلُ حضارةٌ من حديث عن الأخلاق باعتبار أن الإنسان كائن أخلاقي يحكم على الأشياء حسنًا وقبحًا، ونفعًا وضرًّا، ومن بين هذه الحضارات من وضعت ثقافتها نظرية للسلوك بما يجعله علمًا له قواعده ومناهجه وتطبيقاته، ولعل أرسطو أول من وضع نموذجًا لهذا العلم بكتاباته الأخلاقية، الأمر الذي أشاع - خطأ - أنه لا يمكن قيام علم أخلاقي إلا وفق هذا...
قراءة الكل
لم تخلُ حضارةٌ من حديث عن الأخلاق باعتبار أن الإنسان كائن أخلاقي يحكم على الأشياء حسنًا وقبحًا، ونفعًا وضرًّا، ومن بين هذه الحضارات من وضعت ثقافتها نظرية للسلوك بما يجعله علمًا له قواعده ومناهجه وتطبيقاته، ولعل أرسطو أول من وضع نموذجًا لهذا العلم بكتاباته الأخلاقية، الأمر الذي أشاع - خطأ - أنه لا يمكن قيام علم أخلاقي إلا وفق هذا المعنى الذي اعتبر العقل منطلقًا وحكمًا، وألغى - أو كاد - الوحي ( النقل ) من مصادر هذا العلم، وكل المذاهب عند اليونان ومن ورائهم الغربيين تعقب بعضها حتى يسقطه أو يكاد باعتبار أن عقلًا ينتقد عقلًا. وجاء الإسلام له حديث منهجي عن الأخلاق منطلقًا فيه من الوحي ومعطيًا للعقل مكانته فيه، فبرأ من أخطاء المنحى العقلي الذي أغفل النقل ( الوحي )، وكذلك فقد قدم علماء الإسلام - مع اختلاف تخصصاتهم - مناهج أخلاقية وأسهموا إسهامًا مبكرًا في تأسيس علم أخلاق إسلامي له مصادره ومناهجه.