نظرًا لتزاحم الأفكار في عقلي، والمشاعر في قلبي ارتأيتُ أن أجمع في هذا الكتاب الصغير مجموعةً من الخواطر الأدبية البسيطة في عدد كلماتها والعميقة في معناها، لتُعبّر عن ذاتي الإنسانية فيكون لها وقعٌ في نفسي ورُبّما في نفس أيّ قارئٍ لها لعلّها تمسّ وجدانه، فتُلاقي عنده أثراً وتَعلَقُ في ذاكِرَته.أسمَيتُ هذه المجموعة (خواطر على ضِفاف ...
قراءة الكل
نظرًا لتزاحم الأفكار في عقلي، والمشاعر في قلبي ارتأيتُ أن أجمع في هذا الكتاب الصغير مجموعةً من الخواطر الأدبية البسيطة في عدد كلماتها والعميقة في معناها، لتُعبّر عن ذاتي الإنسانية فيكون لها وقعٌ في نفسي ورُبّما في نفس أيّ قارئٍ لها لعلّها تمسّ وجدانه، فتُلاقي عنده أثراً وتَعلَقُ في ذاكِرَته.أسمَيتُ هذه المجموعة (خواطر على ضِفاف البحر)، واخترتُ اسم البحر لها لمدى عمقه وأثره الكبير في نفسي؛ فهو المُلهم الأوّل لي، وعزف أمواجه كان حاضرًا في قلبي ليُطربه ويبحر به إلى عوالم أخرى محفّزاً إياه ليُعبّر عمّا يعتريه بكتابة المزيد علّه يرتوي، والبحر أيضًا هو جُزءٌ من الطبيعة التي تمنحني السكينة والهدوء والاسترخاء لأبوح بدواخلي دون أن أعي ما أقول؛ فجمالُ الكلماتِ والحُروف نابعٌ من اللاوعي، وهنا تَكمُن الحقيقة.وإيماناً منّي بأنّ الفنون بشكلٍ عام هي مُكمّلة لبعضها اعتمدتُ خلال كتابتي لهذه الخواطر على فن الكتابة وفن الرسم خاصّةً الرسم التشكيلي؛ فأغلب الخواطر المكتوبة أرفقت معها رُسومات أو صورٍ تُعبّر عنها قد تكون لرسامين عالميين أو رُبّما رسامين غير مشهورين ولكن رَسماتهم وصورهم كانت ملهمة لقلمي وحفّزته على الكتابة، وتَعمّدتُ في آخر جزءٍ من الخواطر ألا أرفق أية رسمة أو صورة وذلك كي يكون القارئ هو الرسّام الذي سيُبحر بين الألوان ليرسم صورةً من وحي خياله تتحدّث عنه.