القرآن الكريم لا يخلق عن كثرة الرد، وقد استُودع من العلوم والمعارف التي لا تُحصى، بيد أن استخراج ما فيه من كنوز العلم وذخائر المعرفة يحتاج إلى تأمل وتدبر وتفسير لا يستطيعه كل أحد، ولا ينتهي عند حد، فقد يفتح الله على الأواخر بما لم يفتح به على الأوائل ، وهذا من أوجه إعجاز القرآن، ويأتي هذا الكتاب نمطًا وحده ليزيح الستار عن وجه جد...
قراءة الكل
القرآن الكريم لا يخلق عن كثرة الرد، وقد استُودع من العلوم والمعارف التي لا تُحصى، بيد أن استخراج ما فيه من كنوز العلم وذخائر المعرفة يحتاج إلى تأمل وتدبر وتفسير لا يستطيعه كل أحد، ولا ينتهي عند حد، فقد يفتح الله على الأواخر بما لم يفتح به على الأوائل ، وهذا من أوجه إعجاز القرآن، ويأتي هذا الكتاب نمطًا وحده ليزيح الستار عن وجه جديد من أوجه الإعجاز القرآني لم يُسبق إليه مؤلفه، حيث أداره على تفسير الأعلام الأعجمية الواردة في القرآن مفسرة بالقرآن نفسه، وهو أمر لم يكشف عنه قبل هذا الكتاب.يتناول المؤلف هذا الموضوع بأسلوبه الأخاذ المتدفق، وحجاجه العقلي الذي لا يقتنع بأن يتركك حتى تسلم بكل ما يطرحه عليك من أفكار وما يثري به معلوماتك من قضايا بالغة العمق ، كل هذا في صياغة نابضة بالغة التأثير مشفوعة بالعلم الموسوعي الذي يفيد منه القراء على اختلاف مشاربهم.ولا تكاد تخلو صفحة من صفحات الكتاب من نظرات كاشفة نفاذة، ومن نبضات رُوحانية مشعة تدفئ القلب، وتنير العقل، إلى جانب البيان الساحر الذي يجعل من هذا الكتاب قطعة من الأدب الرفيع.إننا من خلال نشرنا لهذا الكتاب القيم نؤكد على أن المعارف التي اشتمل عليها القرآن لم تنته، بل إن استكناه القرآن الذي هو من عطاء الوحي الذي وضع العقل المسلم على الجادة الحضارية وقدم للمسلم قراءة للكون من حوله ودعاه إلى النظر في هذا الكون الفسيح، وجعل هذا النظر وهذه القراءة ثمرة للقراءة الأولى في نصوص الوحي المبارك.