الكتاب من تقديم حسن خالد، الكتاب طبعة أولى.إن لمدينة بعلبك في التاريخ مجداً أثيلاً، وذكراً أصيلاً وطويلاً. وهي ثغر من ثغور الإسلام. ورباط من رباطاته الكثيرة على طول البرّ الشامي وساحل البحر الأبيض المتوسط. فتحت في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب سنة أربع عشر من الهجرة صلحاً. وفي بعلبك ولد ونشأ وترعرع أمثال الأوزاعي التابعي الجلي...
قراءة الكل
الكتاب من تقديم حسن خالد، الكتاب طبعة أولى.إن لمدينة بعلبك في التاريخ مجداً أثيلاً، وذكراً أصيلاً وطويلاً. وهي ثغر من ثغور الإسلام. ورباط من رباطاته الكثيرة على طول البرّ الشامي وساحل البحر الأبيض المتوسط. فتحت في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب سنة أربع عشر من الهجرة صلحاً. وفي بعلبك ولد ونشأ وترعرع أمثال الأوزاعي التابعي الجليل ومن فقهاء أهل الشام ومحدثيها الأعلام، كما نشأ أيضاً المؤرخ المقريزي صاحب الخطط. وغيرهما من علماء الإسلام وأئمته الميامين. لقد كان لبعلبك في عمق التاريخ مكانة عريقة في عهد الرومان حتى لقد بنوا فيها معبد الشمس والهيكل الشهير، وذلك بالإضافة إلى ما كانت تتمتع به مع تقلب العهود من سمعة مجيدة. ومن أجل ذلك كانت جديرة بأن يهتم بها الباحثون على مدى الأزمان، ويجتهدوا بأن يكشفوا للناس تاريخها المؤثل وأيامها الرائعة في جبين الزمان...وفضيلة الأستاذ الشيخ "قاسم الشماعي الرفاعي" هو ابن بعلبك البار. فيها ولد ورأى نور الحياة، وفي أفيائها درج ونما وتعلم واكتسب وشاهد واطلع وبحث ودوّن. وهو اليوم أحد علمائها البارزين الخبير بأبنائها والملم بوقائعها وأحيائها ورجالاتها، وقد حباه الله نعمة الفصاحة في التعبير، والجد في البحث والتنقيب، وقد جاءت كتابته ودراسته عن مدينة بعلبك كتابة المطلع ودراسة الخبير المحقق المنصف، في أسلوب أنيق وعبارة رشيقة، ولم تفته في بحثه هذا قطعة مهمة إلا وبحثها بحثاً دقيقاً أو أشار إليها إشارة رقيقة. ولقد وصف مدينة بعلبك وصفاً جغرافياً واجتماعياً شاملاً واستعرض الفتوح والمعارك التي توالت عليها عبر الزمن وأبرز دور الفتح الإسلامي لها في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث أخذت بعلبك في التاريخ عما يقول المؤلف في مقدمة كتابه: منحىً حضارياً جديداً مهرها بطابع هذا الفتح العظيم. فارتاحت إليه لأنها وجدت عنده هويتها.ولقد اهتم المؤلف أيضاً بتوثيق دراسته عن بعلبك وحضارتها توثيقاً كاملاً، فرجع إلى المصادر الأصلية المعتمدة، بالإضافة إلى معلومات جمعها وحصل عليها بطريق الرواية والنقل، فأثبتها في بحثه. وإن لم تكن موجودة في كتاب سابق، فأثرى بذلك بحثه ودراسته بكثير من الأخبار الهامة التي يسعى إليها الطالبون ويحرص عليها الباحثون، فحفظ بذلك ما سمعه عن بعلبك وتاريخها من الضياع أو النسيان.