يعد الاهتمام بالمجتمعات التي سكنت المدن الأثرية التاريخية القديمة من أهم شواهد رصد التأريخ الحضاري لتلك المدن، فالاهتمام بتاريخِ الأُسَر التي سكنَتْ تلك المدينة، بوصفه يَكشِف عن جملة مِن الظواهر؛ منها: أن معرفة الأصول القومية التي انحدَرتْ منها تلك الأُسر يَكشِف عن التركيب القومي لمجتمع تلك المدينة، ويوضِّح نِسَب ذلك التركيب إلى...
قراءة الكل
يعد الاهتمام بالمجتمعات التي سكنت المدن الأثرية التاريخية القديمة من أهم شواهد رصد التأريخ الحضاري لتلك المدن، فالاهتمام بتاريخِ الأُسَر التي سكنَتْ تلك المدينة، بوصفه يَكشِف عن جملة مِن الظواهر؛ منها: أن معرفة الأصول القومية التي انحدَرتْ منها تلك الأُسر يَكشِف عن التركيب القومي لمجتمع تلك المدينة، ويوضِّح نِسَب ذلك التركيب إلى حدٍّ ما. إن معرفة الانتماءات القَبَلية لتلك الأُسَر يُبيِّن نوعَ المجتمعات البشرية التي يتألَّف منها مجتمعُ المدينة، وبذا يُمكن للمؤرِّخ - أو حتى عالِم الاجتماع - تفسيرُ كثيرٍ من الظواهر التي يتَّصف بها ذلك المجتمعُ، وطبيعة ردود أفعاله إزاء التحديات الحضارية المختلفة. إلى جانب أن مَعرِفة المدن والمناطق التي انحدَرتْ منها تلك الأُسَر، يُلقِي الضوء على طبيعةِ المؤثِّرات الحضارية التي تؤثِّر في مجتمع المدينة المذكور، وتوضِّح - إلى حدٍّ كبير - أصولَ تلك المؤثِّرات، بتحديدِ الأماكن التي انطلَقتْ منها. لذا جاءت هذه الدراسة لتحليل العوامل الاجتماعية لتاريخ بغداد في كتابات المؤرخين المحدثين بدءً من القرن الثاني عشر للهجرة (الثامن عشر للميلاد) من خلال رصد البيوتات والأسر البغدادية التي سكنت تلك المنطقة التاريخية العريقة، حيث قام الكاتب بتحليل المعلومات الواردة في الشواهد الأثرية المعاصرة بالاسترشاد بكتابات المؤرخين وواضعي التراجم لوضع دراسة تصنيفية لبيان اسماء تلك البيوتات ومدى تأثيرها في المجتمع البغدادي في الفترات التي عاصرتها أجيال تلك البيوتات.