"، يقدم القاص والروائي الإيراني "علي أشرف درويشان" في هذا العمل الأدبي، عالما دلاليا غنيا بالنماذج الإنسانية الثرية، أطفال حالمون بأعياد الفرح بعيدا عن واقع البؤس والقذارة، مهمشون معدمون يقاومون واقع الفقر المدقع، (حمالون، باعة متجولون، مشردون ، عاطلون، شيوخ معدمون...). نساء ورجال، أطفال وشيوخ، يكافحون من أجل انتزاع لقمة العيش م...
قراءة الكل
"، يقدم القاص والروائي الإيراني "علي أشرف درويشان" في هذا العمل الأدبي، عالما دلاليا غنيا بالنماذج الإنسانية الثرية، أطفال حالمون بأعياد الفرح بعيدا عن واقع البؤس والقذارة، مهمشون معدمون يقاومون واقع الفقر المدقع، (حمالون، باعة متجولون، مشردون ، عاطلون، شيوخ معدمون...). نساء ورجال، أطفال وشيوخ، يكافحون من أجل انتزاع لقمة العيش من مخالب الفقر، في ظل أوضاع اجتماعية واقتصادية مزرية، تحط من كرامة الإنسان.وعلى الرغم من قتامة الواقع وقذارته البشعة ، فإن هذا الواقع لم يتمكن من تجريد هذه النماذج المقهورة من إنسانيتها. وفي مقدمة هذه النماذج الثرية تأتي صورة الأم، التي تكافح، متحدية ظروف القهر الاجتماعي والاقتصادي، وتواجه تسلط الأب من أجل أن يلتحق أبناؤها بالمدرسة، لأنها الأمل الوحيد لأبناء الفقراء من أجل تحسين حياتهم،" كيف لأمي أن تموت؟ من سيغسل غسيل الناس إذاً؟ من سيخيط النعال للناس إذاً؟...كيف لأمي أن تموت؟ يجب أن تبقى حية لتغسل الأواني، لتكنس، لترضع عذراء. يجب أن تكتم ألمها ومعاناتها وتصبر وتتجلد، يجب أن تدهن يديها المتجمدتين والمشقوقتين وأيدينا أيضا، كل ليلة بالمرهم. يجب أن تحكي القصص" (قصة المرض). تُشخِّص الأم في النص صورة إنسانية راقية لنكران الذات والتضحية . تحضر أيضا صورة "عمو الكبير"الذي " كان دكان كبابه محلا لاحتشاد الجياع وحفاة الأقدام". هذا العجوز الذي يلامس الستين، على الرغم من فقره وحاجته إلى المال، كان يجود بالطعام والمال للفقراء، مشخصا صورة إنسانية رائعة للعطاء، و بذل المجهود من أجل إدخال الفرحة إلى قلوب الفقراء المعدمين. في مقابل فقره المادي، يمتلئ حبا وعطفا اتجاه الآخرين .