يلقي الوقود الحيوي بتأثيرات مهمة على أزمتي الغذاء والطاقة، ولهذه التأثيرات وجه إيجابي وآخر سلبي، فعلى الصعيد الإيجابي يعدّ الوقود الحيوي أحد الحلول الواعدة لحل أزمة الطاقة لكونه أحد مصادر الطاقة البديلة للطاقة الأحفورية، فضلاً عن تأثيراته الإيجابية في القطاع الزراعي المتمثلة في تطويره، وتنمية البنية التحتية للمناطق الريفية التي ...
قراءة الكل
يلقي الوقود الحيوي بتأثيرات مهمة على أزمتي الغذاء والطاقة، ولهذه التأثيرات وجه إيجابي وآخر سلبي، فعلى الصعيد الإيجابي يعدّ الوقود الحيوي أحد الحلول الواعدة لحل أزمة الطاقة لكونه أحد مصادر الطاقة البديلة للطاقة الأحفورية، فضلاً عن تأثيراته الإيجابية في القطاع الزراعي المتمثلة في تطويره، وتنمية البنية التحتية للمناطق الريفية التي تزرع فيها المحاصيل الزراعية الداخلة في إنتاجه، بالإضافة إلى البعد البيئي المتمثل في مواجهة ظاهرة الاحترار العالمي، إلى جانب التخلص من المخلفات الزراعية والعضوية عن طريق استخدامها كمادة خام لإنتاجه. أما الوجه السلبي فيتمثل في التأثيرات الناتجة من التوسع في استخدام المحاصيل الزراعية لإنتاجه، وبالتالي نقص المحاصيل الغذائية وارتفاع أسعارها، وإزاحة محاصيل الطاقة (قمح وذرة وقصب وفول الصويا وغيره) لاستخدامها في إنتاج الطاقة. فضلاً عن تأثيرات الوقود الحيوي في الدول النفطية. تسعى هذه الدراسة إلى تحديد الآثار الناتجة من التوسع في إنتاج الوقود الحيوي بواسطة المحاصيل الزراعية (كمدخلات لصناعة الوقود الحيوي)، ومن ثم الإجابة عن سؤال يتعلق بانعكاسات هذا التوسع، الإيجابية والسلبية، على كل من قطاعي الطاقة والزراعة/الغذاء في الدول المتقدمة والنامية. وتهدف الدراسة إلى محاولة التوصل إلى الحلول الممكنة لمواجهة الآثار السلبية الناتجة من التوسع في استخدام المحاصيل الزراعية في إنتاج الوقود الحيوي (الجيل الأول)، الذي يعتمد عليها كمدخل في العملية الإنتاجية، خاصة في حالة الدول النامية؛ وذلك لطبيعة الوضع الغذائي لديها، ومن ثم تحديد التدابير والإجراءات اللازمة التي يجب أن تتخذها لمواجهة هذا التوسع، أو الحد من آثاره السلبية. وفي الوقت نفسه، محاولة الاستفادة من الآثار الإيجابية لإنتاج الوقود الحيوي في تنمية القطاع الزراعي، ومواجهة أزمة الطاقة أيضاً.