تفسير جديد لكتاب الله تعالى يأتي حصيلة لسياحة طويلة في بطون التفاسير قديمها وحديثها، فاحصا لمناهج المفسرين بغية التوصل لمنهج مناسب لتفسير كتاب الله، وقد اعتمد فيه مؤلفه على طريقة يسيرة، لم تهدف إلى تفسير المفردات بل يكون تفسيرها أثناء الكلام، كما ركز على العبرة والفائدة ولفت أنظار القراء إلى عظمة الله وقيمة كتابه، محاولًا جعل ال...
قراءة الكل
تفسير جديد لكتاب الله تعالى يأتي حصيلة لسياحة طويلة في بطون التفاسير قديمها وحديثها، فاحصا لمناهج المفسرين بغية التوصل لمنهج مناسب لتفسير كتاب الله، وقد اعتمد فيه مؤلفه على طريقة يسيرة، لم تهدف إلى تفسير المفردات بل يكون تفسيرها أثناء الكلام، كما ركز على العبرة والفائدة ولفت أنظار القراء إلى عظمة الله وقيمة كتابه، محاولًا جعل التفسير كوحدة واحدة غير منقطعة ما استطاع لذلك سبيلا، ولم يكثر الرواية إلا ما كان صريحا في معنى الآية المفسرة، كما ذكر آراء مقدورة جديرة بالعناية والدرس والاستفادة بها في شتى مناحي الحياة.وقد حاول المفسر رحمه الله تحقيق مجموعة من الأهداف من خلال طرحه هذا التفسير على جمهرة القراء وطلبة العلوم الشرعية ، ومن أهم هذه الأهداف:* إثبات غناء كتاب الله وتعدد جهات البحث فيه، إذ إن من أهم ما يعترض الباحث عدم توفر المباحث والمعاني وضيق المجال، وكتاب الله فيه كل شيء، وهو بغية الراغبين في العلم والبحث والتحليل.* عدم السير على منهج بعض المفسرين من إكثار الأقوال، والعناية باللفظ الواضح وتفسير الكلمة التي لا تحتاج إلى بيان لأي مدرك لمبادئ العربية مما يذهب بجمال القرآن وروعته ولبه ويبعده عن الإعجاز والتسامي الخاص به.* مساعدة القارئ لفهم كتاب الله ؛ فإن العرب هم العرب الذين كانوا يفهمون الآية عندما يقرؤها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكونوا سمعوا مثلها من قبل، أو لم يكونوا أخذوا عن رسول الله شيئًا أبدًا، ولكن أهل زماننا شغلوا بأشياء صرفتهم عن تدبر كتاب الله، ومن الأسباب التي صرفتهم إفهامهم بأن كتاب الله صعب أو متشابه أو لا يفهمه إلا المتخصصون؛ ولذا فهم يقرؤون القرآن سردًا دون تفكير في محاولة فهمه، ولو حاولوا لفهموا ما وضح، واستشكلوا ما خفي ثم سألوا عنه لحصل المقصود، ونسأل الله ألا يصرفنا عن كلامه.محاولة صياغة التفسير بطريقة عامة بحيث يسمعه العالم والمتعلم، والباحث والمتفقه، والمفسر والنحوي، والمتعبد والمتعظ، والمسمع والسامع، والناقد والمعترض، لذا لم يتعرض المفسر رحمه الله للمسائل النحوية؛ لأن مثل هذا التفسير ليس موضوعها، إذ إن عامة الناس لا يعرفون النحو، وذكره يشغلهم عن الأمر الأهم.