الكتاب حقّقها وعلّق عليها وقدّم لها الدكتور:محمد بن لطفي الصباغ، كلمة العالم الجليل الشيخ سعدي ياسين. الطبعة ممتازة.هذه الرسالة كلمة كتبها أبو داود رحمه الله يصف فيها "كتاب السنن"، ويبين النهج الذي سلكه في تأليف كتابه، ويكشف فيها هو نفسه عن خصائص هذا الكتاب، وفيها تقويم له من الناحية العلمية، وقد سلك سبيل الموازنة عندما وازن بين...
قراءة الكل
الكتاب حقّقها وعلّق عليها وقدّم لها الدكتور:محمد بن لطفي الصباغ، كلمة العالم الجليل الشيخ سعدي ياسين. الطبعة ممتازة.هذه الرسالة كلمة كتبها أبو داود رحمه الله يصف فيها "كتاب السنن"، ويبين النهج الذي سلكه في تأليف كتابه، ويكشف فيها هو نفسه عن خصائص هذا الكتاب، وفيها تقويم له من الناحية العلمية، وقد سلك سبيل الموازنة عندما وازن بين كتابه والكتب الأخرى المؤلفة في هذا الموضوع.وهذا الأمر نادر ونفيس، فإنّ جوهر أي كتاب وروحه العامة إنما يتمثلان في (المنهج) الذي سار عليه مؤلفه، والدارسون للكتاب قد يخطئون معرفة المنهج وقد يصيبون، وقد يعرفون بضعه ويخفي عليهم بعضه الآخر، أما أن يتولى المؤلف نفسه كشف هذا المنهج وبيان أصوله، ويعرض بنفسه خصائص كتابه فهذا شيء نفيس حقاً، وخاصة في القديم، يتركون بين أيدي الناس كتبهم القيمة دون أن يشيروا إلى منهجهم فيها، ومن هنا تأتي قيمة هذه الرسالة، ويظهر وجه كونها شيئاً نفيساً نادراً. ومن هنا تأتي قيمة هذه الرسالة، ويظهر وجه كونها شيئاً نفسياً نادراً. ومن أجل ذلك كانت هذه الرسالة جديرة بأن تحتل مكانها في التأريخ لحياتنا العلمية والمنهجية على السواء.فقد ذكر في هذا الرسالة مثلاً أنه تعمد أن تكون أحاديث الأبواب قليلة لكي لا يكبر الكتاب. وذكر أيضاً أنه استقصى السنن ولم يترك شيئاً. وهو ينبه قارئ كتابه إلى أن أحاديثه فيها الصحيح وغيره، واشترط أن يبين الحديث إن كان فيه وهن شديد. والبراعة في كتابه كامنة في أن أحاديثه مشاهير، لأن الغريب لا يحتج به.وهذه الرسالة تدلنا على جوانب مهمة من شخصية أبي داود، ومن أبرزها التفكير المنهجي الذي نلمحه في هذه الرسالة، كذلك فإننا نفهم من الرسالة ذاك المستوى العلمي الرفيع الذي بلغه الرجل، والإطلاع الواسع على الكتب المؤلفة في موضوع كتابه، فهو يسمي لنا أسماء هذه الكتب ويثني على بعضها، وتدلنا الرسالة على ثقة المؤلف بنفسه، واعتداده بعمله الذي لا نلمح فيه التكبر والتعالي، وإنما نلمح منه وضع الأمور في نصابها، ولذلك فإنه يسارع إلى التنبيه بأنه إنما يقول ما يقول إحقاقاً للحق، ولو أن الكتاب وضعه غيره لقال هو فيه أكثر. وتدلنا هذه الرسالة على أن المؤلف عني بكتابه عناية فائقة، فهو قد عدّ أحاديثه المتصلة والمرسلة.وانطلاقاً من الأهمية التي تحتلها هذه الرسالة فقد اعتنى "الدكتور محمد بن لطفي الصباغ" بتحقيقها فاعتنى أولاً: بمقابلة النص على ما نقله العلماء في هذه الرسالة في كتبهم، ثانياً: ضبط الكلمات التي تحتاج إلى ضبط، ثالثاً: عرف بالأعلام الواردة بالرسالة تعريفاً موجزاً، رابعاً: عناوين لموضوعات الرسالة، خامساً: شرح الجمل الغامضة، سادساً: كتب مقدمة رد فيها على ما قاله الأستاذ عبد الفتاح أبي غدة وشتائمه.