عبد الرحمن الشرقاوي (1920-1987)، أحد الرموز الكبرى لجيل ثائر وهو الجيل الذي انخرط تماماً، في تجسيد أحلام المشروع القومي، إبداعاً وفكراً وسلوكاً، تجاه العدل والحرية والاستقلال والوحدة والتقدم، في مرحلة مفصلة من تاريخنا الملتبس، الذي جثمت فيه النزعة الاستعمارية-بمختلف أطرافها وأدواتها ومراحلها-على صدر الوطن العربي زمناً طويلاً، مس...
قراءة الكل
عبد الرحمن الشرقاوي (1920-1987)، أحد الرموز الكبرى لجيل ثائر وهو الجيل الذي انخرط تماماً، في تجسيد أحلام المشروع القومي، إبداعاً وفكراً وسلوكاً، تجاه العدل والحرية والاستقلال والوحدة والتقدم، في مرحلة مفصلة من تاريخنا الملتبس، الذي جثمت فيه النزعة الاستعمارية-بمختلف أطرافها وأدواتها ومراحلها-على صدر الوطن العربي زمناً طويلاً، مستهدفة استئصال علامات هويته، وأنماط وجوده، وإرادة بقائه. في هذا الكتاب تستهل الباحثة سامية حبيب دراستها بإضاءة أطوار تجربة الدراما الشعرية في الثقافة العربية، كاشفة عما انطوت عليها الأعمال الإرهاصة من معضلات درامية ولغوية وفنية، ثم تصطفى الباحثة، من مجمل منظومة أعمال الشرقاوي الإبداعية والفكرية، النصوص المسرحية الشعرية الستة، التي قدمها منذ الستينيات وحتى الثمانينيات، لتتخذ منها مجالاً لتحليل دقيق، في إطار الدراسات السيميولوجية والبنيوية، وباعتماد نموذج رئيس معدل، هو نموذج جريماسي الفاعلي، لدراسة بنية الفعل المسرحي، وكشف علامية الزمان والمكان المسرحيين، ورصد سمات الذوات الفاعلة في البنية الدرامية، وتحليل الخطاب الشعري والصورة الشعرية بإشكالهما المتعددة.والكتاب إجمالاً ينهض ضمنياً على محاولة طموح لمجاوزة المثالب المنهجية التي قامت عليها دراسات الدراما الشعرية عموماً، ودرامات الشرقاوي، على وجه الخصوص.