يأمرنا القرآن الكريم فى العديد من آياته بالنظر والتفكر فى الأنفس والآفاق، ويكفينا فى ذلك قوله (تعالى): (سنريهم ءايتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شىء شهيد) [فصلت: 53].كيف يمكن تفسير الاستمرارية التي تقررها هذه الآية الكريمة إلى يوم الدين فى تعُّرف الإنسان إلى شيء من أسرار الكون وأسرار ذات...
قراءة الكل
يأمرنا القرآن الكريم فى العديد من آياته بالنظر والتفكر فى الأنفس والآفاق، ويكفينا فى ذلك قوله (تعالى): (سنريهم ءايتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شىء شهيد) [فصلت: 53].كيف يمكن تفسير الاستمرارية التي تقررها هذه الآية الكريمة إلى يوم الدين فى تعُّرف الإنسان إلى شيء من أسرار الكون وأسرار ذاته، إن لم توظف كل المعارف التى يكتسبها الإنسان فى تحقيق ذلك؟ والآيات الكونية فى كتاب الله يتعدى عددها ألف آية صريحة، بالإضافة إلى آيات أخرى عديدة تقترب دلالتها من الصراحة. وهذه الآيات الكونية لا يمكن لنا فهمها فهمًا كاملا فى إطار اللغة العربية وحدها ــ على أهمية ذلك وضرورته ــ بل لا بد من توظيف الحقائق العلمية الثابتة من أجل تحقيق ذلك.وبعد هذا الفهم نكتشف سبق القرآن الكريم بالإشارة إلى العديد من حقائق العلم، وهو ما يعرف باسم «الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم».وقد نذر الأستاذ الدكتور زغلول النجار جزءًا كبيرًا من حياته وعلمه ـــ وهو صاحب المكانة العلمية المرموقة على مستوى العالم ــ فى خدمة القرآن الكريم، خاصة فى مجال تفسير الآيات الكونية فى هذا الكتاب العزيز، وإثبات سبقه بالإشارة إلى العديد من حقائق الكون، فحمل لواء الإعجاز العلمى فى كلٍّ من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لعدة عقود. وهذا العمل الذى يقع بين يدى القارئ الكريم هو مختارات من ثمار جهاده الطويل، الذى أصدرته مكتبة الشروق الدولية من قبل فى أربعة أجزاء، صدر منها ثلاث طبعات.