يقول رمزي ديشوم في كتابه: "يطالب "نجاح واكيم" و"غسان التويني" وغيرهم من الوجوه البارزة برحيل السوريين لأنهم أثروا على الجانب الاجتماعي. فالبطالة مثلاً إنما وُجدت في أوساط الشباب اللبناني بسبب وجود عدد كبير من العمالية السورية في لبنان... وليكن ذلك... والسؤال المر الذي يجب أن يوضع أمام هؤلاء هو: هل أنتم ضد الوجود العمالتي أم العس...
قراءة الكل
يقول رمزي ديشوم في كتابه: "يطالب "نجاح واكيم" و"غسان التويني" وغيرهم من الوجوه البارزة برحيل السوريين لأنهم أثروا على الجانب الاجتماعي. فالبطالة مثلاً إنما وُجدت في أوساط الشباب اللبناني بسبب وجود عدد كبير من العمالية السورية في لبنان... وليكن ذلك... والسؤال المر الذي يجب أن يوضع أمام هؤلاء هو: هل أنتم ضد الوجود العمالتي أم العسكري في لبنان؟!! إنه سؤال مصيري... والإجابة عنه تشكل بداية الخروج من الأزمة... إن "أي فرد منهم" لن يستطيع أن يقول أن المطلوب رحيله هو العمالة، لأن قوله ذاك سيسقط عنه ورقة هامة، وسيجعله مجرد يميني متطرف، لا يختلف أبداً عن زعماء اليمين في أوروبا المنادى برحيل العمالة العربية... وفي هذه الحال سيفتح الكاردينال قوس عداء مع الشعب السوري كشعب يرفض أبناؤه في لبنان الشقيق، وهو ما قد يواجه بموجة عدائية ضد اللبنانيين في سوريا أيضاً.. مع العلم أن أموالاً سورية ضخمة خاصة مستثمرة في لبنان، وتعود فوائدها على اللبنانيين تدخل في معنى العمالة... فهل يرضى اللبنانيون بانسحابها في الوقت الذي يستوجب وضع بلدهم الاقتصادي استقطاب استثمارات مباشرة كثيرة؟!! وفي حال ما إذا أبدت سوريا مرونة في إمكانية سحب عمالتها، وهو أمر محرج فعلاً للبنان، سيكون دعاة الانسحاب السوري أمام واقع جديد، وهو فقط الوجود العسكري، الذي يعد بالآلاف والذي لا "يزاحم اللبنانيين في خبزهم" (كما تقول جريدة النهار). وآنذاك سيضطر هؤلاء أمام ما تستدعيه مشاريعهم إلى المطالبة أيضاً برحيل الجيش السوري وهو ما يعريهم من ورقة "الأزمة الاجتماعية، والمنافسة في فرص العمل"، وبالتالي يكشف النية أمام الشعب اللبناني ذاته، أنّ مطلوب هؤلاء ليس هو تحقيق الاكتفاء الاجتماعي لأبناء لبنان بمقدرات بلدهم، بل كسر "الحربة" الموضوعة في خاصرة إسرائيل والتي تمثل "المقاومة" رأسها، وتمثل سوريا رافدها، أو مجتمع روافدها، وبذلك يقضي على أممية الصراع ويدخل الشعب الفلسطيني دائرة حصار خطيرة، يتفرد فيها بمقاتلة العدو الإسرائيلي. إن كشف المؤامرة، أمام الشعب اللبناني يعدّ مطلباً ملحاً، وبذلك يسقط الشعار الاقتصادي الاجتماعي في وجه الشعار الثوري.هكذا يحاول الكاتب "رمزي ديشوم" وضع النقاط على الحروف لاستجلاء علني يتيح الوقوف على حقيقة المطالبة بإنهاء الوجود السوري في لبنان ولمعرفة حقيقة هذه القضية: من يحركها ومن يتحرك بها ولماذا؟ وهدفه من الكتابة في هذا الموضوع هو وطنه لبنان، ولبنان أيضاً خندق هام في صراع الأمة العربية مع عدوها، ولبنان بدون عمقه العربي لا شيء، ودافع الكتابة ما هي إلا نتيجة الاستجابة للاستفزاز الواقع... مما يحدث عندما يريد جزء ما أي جزء من شعب لبنان أن يلبس جبّة لبنان بمقرره... ويتكلم باسم الجميع، وهل من الممكن أن تلبس القميص كلّه ذراع فقط من الجسد؟!!بعيداً عن الدعائية الفارغة... وبعمق في الطرح والتحليل يطرق الكاتب بدراسته هذه باب هذه القضية الساخنة، "الوجود السوري في لبنان" محاولاً توضيح ما وراء أكمة المطالبة بانسحابه من خطوب وتداعيات تطالب لبنان أولاً، وأولاً لبنان.