أنزل الحق سبحانه وتعالى كتابه على صدر نبيه، مصدقاً لما بين يديه من الكتاب وأمر الناس بإتباع أوامره ونواهيه، وقد عمد المسلمين الأوائل إلى الكتاب الكريم يعملون بما أنزل فيه من أحكام وتشريعات وهم في ذلك يعرضون على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما أشكل عليهم من آياته فيبينه لهم ويفسر غامضه. فلما انتقل صلى الله عليه وسلم إلى جوار ...
قراءة الكل
أنزل الحق سبحانه وتعالى كتابه على صدر نبيه، مصدقاً لما بين يديه من الكتاب وأمر الناس بإتباع أوامره ونواهيه، وقد عمد المسلمين الأوائل إلى الكتاب الكريم يعملون بما أنزل فيه من أحكام وتشريعات وهم في ذلك يعرضون على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما أشكل عليهم من آياته فيبينه لهم ويفسر غامضه. فلما انتقل صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه، اختلف الناس في فهم نصوص القرآن باختلاف إفهامهم ومداركهم، حتى احتاج الأمر إلى الاجتهاد والنظر في الأحاديث وضم بعضها إلى بعض والالتفات إلى القرائن المنوطة بالأحكام.فبرز من بين الأمة من أعطي ملكة استنباط الحكم المستفاد من الحديث أو الأحاديث حسب نظره وهؤلاء هم المجتهدون، وأما من لم يبلغ هذه الدرجة من العلم والفطنة فهو من المقلدين الذين يأخذون برأي الأول,والاجتهاد لغة هو بذل الوسع في طلب الأمر، وهو افتعال من الجهد والطاقة. واصطلاحاً هو العلم بالقواعد الممهدة لاستنباط الأحكام الشرعية وهو علم مستقل من العلوم الإسلامية وليس من مباحث الفقه ولا من مباحث أصول الفقه ولا من مباحث أصول الدين. وكذلك التقليد فهو علم مستقل من العلوم الإسلامية. وفي هذا الكتاب يتحدث المؤلف بإسهاب عن الاجتهاد والتقليد وعما يترتب عليها من الوظائف الشرعية والمناصب الإسلامية.