العقيدة وحدها هي التي تمتلك القدرة على تحريك الإنسان أو تسكينه، فمن لا يؤمن بوجود امتحان لا يلزم نفسه بالدراسة، ومن لا يثق بخروج الزرع لا يتعب نفسه بالبذر، ومن لا يعتقد بوجود أجرة في نهاية العمل لن يتمكن من الصبر على مشقات التعب والجهد. انطلاقاً من هذه الحقيقة الراسخة المزروعة في داخل النفس البشرية أكد الإسلام الحنيف على ضرورة ا...
قراءة الكل
العقيدة وحدها هي التي تمتلك القدرة على تحريك الإنسان أو تسكينه، فمن لا يؤمن بوجود امتحان لا يلزم نفسه بالدراسة، ومن لا يثق بخروج الزرع لا يتعب نفسه بالبذر، ومن لا يعتقد بوجود أجرة في نهاية العمل لن يتمكن من الصبر على مشقات التعب والجهد. انطلاقاً من هذه الحقيقة الراسخة المزروعة في داخل النفس البشرية أكد الإسلام الحنيف على ضرورة الإيمان وأهمية العقيدة ليتولد داخل كل مؤمن محرك يدفعه نحو الطاعة والعمل الصالح، ويبعده عن المعصية وارتكاب الشرور.ولقد حثنا الإسلام عبر كلمات القرآن الخالدة على الإيمان بالأركان الأساسية للعقيدة الصحيحة الواضحة المتمثلة بالدين الإسلامي الحنيف الخالي عن الشوائب والخرافات، والبعيد كل البعد عن عالم الأساطير والخزعبلات، النابع من الواقع، المؤيد بالمنطق والعقل والعلم.ولما لم يكن لأية فكرة أن تصبح معتقداً ما لم تكن واضحة المعالم بينة المفهوم، ترتبط بالذهن، ويعقد عليها القلب، وتنطوي عليها النفس، كان هذا الكتاب الذي عمل المؤلف فيه على توضيح ما غمض من جوانب العقدية الإسلامية، وبيان ما خفي من معالمها، وذلك عبر استعراض كل ما له علاقة بهذا الجانب بأسلوب سهل مبسط، وعبارة سلسة ممتعة يتمكن معها القارئ من فهم أسول الدين بالشكل الصحيح لواجهوا كل صلابة محاولات الغزو الفكري.والكتاب حوى على مجمل المسائل الكلامية التقليدية، وتعرض لعدد من الأسئلة التي تدور على الألسنة وفي المجالس كثيراً، على أن تعرض أجوبتها بأسلوب واضح يناسب المبتدئين من الطلبة وغيرهم من الأجيال الصاعدة، لكي يكون هذا الموجز معيناً لهم في ما يحتاجون إليه للإلمام بمجمل مسائل العقيدة الإسلامية. وقد تمّ عرض أفكار هذا الكتاب على نحو حوار يدور بين الحكيم والمتفكر فيستعرض مجمل البحوث الكلامية في شكل سؤال وجواب بطريقة منهجية، مع رعاية الدقة والاختصار.والكتاب واحد في سلسلة عالم الفلسفة والعرفان تلقي الضوء على مجموعة من الموضوعات والمباحث في عالم الفلسفة والعرفان، وهي محاولة لإعادة هذه الروح على أن تثمر ما هو جديد من العلوم القديمة أو الحديثة. وقد تمّ اختيار نخبة من المفكرين والباحثين لعرض أفكارهم وأبحاثهم لظمئى المعرفة والعلم. وهذه التجربة هي الخطوات الأولى لإحياء هذه العلوم في رحلة الوصول إلى الحقيقة.