يحاول هذا الكتاب، وهو الأول في نوعه، أن يتعقب الأثر المباشر لعملية الاستخدام الفاعل لشبكات التواصل الاجتماعي في الثورة السورية، ويرصد تجلياته بمنهج علمي متين، وينتقد، في هذا السياق، تضخيم أثر ذلك الاستخدام أو ما سُمي "أسطورة الفايسبوك"، ثم يبحث دوافع التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي فيقول إن مصادرة السلطة الحيز العام التقليدي...
قراءة الكل
يحاول هذا الكتاب، وهو الأول في نوعه، أن يتعقب الأثر المباشر لعملية الاستخدام الفاعل لشبكات التواصل الاجتماعي في الثورة السورية، ويرصد تجلياته بمنهج علمي متين، وينتقد، في هذا السياق، تضخيم أثر ذلك الاستخدام أو ما سُمي "أسطورة الفايسبوك"، ثم يبحث دوافع التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي فيقول إن مصادرة السلطة الحيز العام التقليدي، ومنع الحراك السياسي والنقاش المباشر الحر، أرغما الشبان السوريين على مغادرة الحيز التقليدي والانصراف إلى الحيز العام الافتراضي لاستعادة المجال السياسي المختطف. وخلاصة فرضية الكاتب التي يعرضها في هذا الكتاب هي أن الحيز العام الافتراضي تمكن من اختطاف وسائل الإعلام التي توجه الحيز العام في سورية، وصار هو الموَّرد الأساسي للتفاعلات في القيم والرموز السياسية التي شرع المجتمع السوري في إنتاجها. ولهذه الغاية جال الكاتب في نظريات الإعلام ومفهوم المجال العام، وعرض للصفحات التعبيرية وتأثيرها في الرأي العام، خصوصاً صفحة "الثورة السورية" وشبكتي "شام" و "أوغاريت" الإخباريتين، ثم عمد إلى رصد الصفحات التحريضية الدينية، وإلى مناقشة ظاهرة "التنسيقيات" وحقيقة وجودها وما تمثله في سياق ظهور "القيادات المحلية". وإلى ذلك، تضمن الكتاب ملاحق عن أسماء أيام ألجمع في سورية، وتاريخ العلم السوري، والبيان التأسيسي لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية وغير ذلك من الوثائق.