يتألف هذا الكتاب من خمسة فصول، الفصل الأول يحاول تتبع مسار السياسة التي تبعها الحكم الثنائي منذ قيامه في يناير 1899 بدءاً بمحاولاته إخضاع جنوب السودان تحت سيطرته مروراً بالمقاومة التي واجهها من القبائل الجنوبية. ويتناول هذا الفصل السياسات التي حاولت الحكومة البريطانية تنفيذها بدءاً بإغلاق الجنوب وعزله وانتهاء بإعادة فتحه وانضمام...
قراءة الكل
يتألف هذا الكتاب من خمسة فصول، الفصل الأول يحاول تتبع مسار السياسة التي تبعها الحكم الثنائي منذ قيامه في يناير 1899 بدءاً بمحاولاته إخضاع جنوب السودان تحت سيطرته مروراً بالمقاومة التي واجهها من القبائل الجنوبية. ويتناول هذا الفصل السياسات التي حاولت الحكومة البريطانية تنفيذها بدءاً بإغلاق الجنوب وعزله وانتهاء بإعادة فتحه وانضمامه إلى الشمال. وهنا يتركز التحليل حول الأسباب الداخلية والخارجية التي أدت إلى تذبذب سياسة الحكم الثنائي تجاه الجنوب وردود فعل الأطراف السودانية جيالها بالإضافة إلى الدور المصري المساند لبريطانيا بهدف إقناع الأخيرة بأن مصلحة الجنوب في وحدة السودان. وفي الجزء الأخير من الفصل تم تحليل الأسباب التي دفعت ببريطانيا إلى عقد مؤتمر جوبا في يونيو 1947 وتحلي النتائج هذا المؤتمر ثم التأثيرات التي أعقبته. الفصل الثاني يقوم بتحليل مسار نمو التنظيمات السياسية الأولى في جنوب السودان بدءاً باتحادات العمال مروراً بالإضرابات التي شهدها الجنوب بين عامي 1943 و 1947 في كل من ملكال وجوبا وواو وردود أفعال الحكومة البريطانية تباعأً. ويتناول هذا الفصل أيضاً قيام أول لجنة اجتماعية ذات طابع سياسي عام 1946 في جوبا والتي أصبحت فيما بعد نواة اللجان المحلية والسياسية والتي تم تأسيسها في الجنوب الليبرالي، أول حزب جنوبي جامع لعب دوراً بارزاً في الفترة التي أعقبت اتفاقية فبراير 1953 التي أبرمت بين بريطانيا ومصر وأحزاب شمال السودان حول منح السودان حكماً ذاتيا مروراً بسودنة الوظائف الحكومية وانتهاء بخوض حزب الجنوب الليبرالي انتخابات مجلس التأسيسي عام 1954 وهو المجلس الذي صوت على استقلال السودان. ويحاول الفصل تحليل العلاقات بين الحزب الليبرالي والأحزاب الشمالية خصوصاً خلال المفاوضات التي دارت حول دستور الدولة الجديد وما ألت إليه من تدهور العلاقات بين السياسيين الشماليين والجنوبيين الذي أدى بدوره إلى تسليم حزب الأمة مقاليد السلطة إلى قيادة الجيش في نوفمبر 1958. الفصل الثالث يتناول الخلفية التاريخية والظروف التي نشأ فيها الحزب الفدرالي الجنوبي، وتركيب قيادته، ومبادئه وهيكله التنظيمي. ويتناول أيضاً مسار العلاقات بين الحزب الفدرالي والأحزاب الشمالية، بالإضافة إلى الأسلوب الذي اتبعه في تعامله مع القضايا الوطنية. الجزء الثاني من هذا الفصل يسرد الخلفية التاريخية لنشوء حركة سانو في المنفى، وتطورها والأسباب التي أدت إلى تأسيس قيادتها الأول بالإضافة إلى تحليل الأسباب التي أدت إلى الخلافات في أوساط القيادة خاصة في منتصف الستينيات من القرن الماضي. ثم يتناول الفصل الدور الذي لعبه قياديو سانو في المنفى في التحضير لعقد مؤتمر المائدة المستديرة في مارس 1965 ثم الانشقاقات التي حدثت في صفوف الحركة نتيجة للخلافات التي كانت قائمة بين وليم دينق نيال وكل من أقري جادين وجوزيف وأودوهو وتأثير ذلك على مجريات المؤتمر لاحقاً. وفي الجزء الأخير من هذا الفصل يدور الحديث حول الخلافات التي أعقبت مؤتمر المائدة المستديرة بين قيادات سانو وخاصة بعد تشكيل حكومة جنوب السودان الانتقالية في المنفى في أغسطس 1967 وما تلا ذلك من انشقاقات وقيام حكومات انتقالية في إدغام الجنوب التي شملت: حكومة النيل الانتقالية وحكومة أنيدي الثورية وحكومة نهر سو الثورية بالإضافة إلى حكومة أزانيا السودانية. ويحلل الفصل أيضاً الأسباب التي أدت إلى قيام هذه الحكومات وأهدافها وقياداتها. الفصل الرابع يتركز على تحليل السباب التي أدت إلى انشقاق وليم دينق نيال أحد مؤسسي حركة سانو في المنفى وعودته إلى السودان في فبراير 1965 وتأسيسه حزب سانو في داخل السودان. ويتناول الفصل بالتفصيل أهداف حركته والقيادات التي ساعدت وليم دينق في تأسيس هذا الحزب، والعلاقات بين حزب سانو والأحزاب الشمالية ودوره في الساحة السياسية الجنوبية وتأثيره العالم على مجرى الأحداث في البلاد في وجود زعيمها وبعد مقتله. الجزء الثاني من الفصل يتناول تطور حزب جبهة الجنوب وخلفيته التاريخية ومراحل تطور قيادته ودوره مكوكية إلى شرق إفريقيا بين نوفمبر 1964 وفبراير 1965 حيث كانت قيادات حركة سانو في المنفى. ثم يتناول الفصل العلاقات التي كانت سائدة بين حزب جبهة الجنوب وسانو الداخل وتأثير هذه العلاقة على المحاولات التي قامت بها الأحزاب السياسية السودانية لصياغة دستور البلاد، بالإضافة إلى الدور الذي لعبته جبهة الجنوب في المفاوضات التي أدت إلى إبرام اتفاقية أديس أبابا بين حركة تحرير جنوب السودان وحكومة الجنرال جعفر محمد نميري في فبراير 1972 ومن ثم أخذ لاحقاً معظم قيادات الجبهة زمام الأمور في الجنوب بعد الاتفاقية المشار إليها. الفصل الخامس يحاول دراسة الخلفية التاريخية للعصيان الذي حدث في أوساط الفرقة الاستوائية في مدينة توريت في 18 أغسطس 1955 ويتناول أيضاً تطور ثوار توريت إلى حركة ثورية قادت الحرب ضد الحكومات المركزية في السودان من عام 1955 إلى 1972. ويتناول الفصل نشوء وتطور حركة أنانيا في المحافظات الجنوبية الثلاث وتنظيمها الإداري والعسكري بالإضافة إلى التغيرات الكثيرة التي حدثت في قيادتها العسكرية انتهاء بدورها في إبرام اتفاقية أديس أباباً في فبراير 1972 مع الحكومة السودانية. أما الخاتمة فهي مجموعة من أسئلة وتعليقات حول بعض جوانب التاريخ السياسي لجنوب السودان التي وردت في سياق الكتاب والأخرى التي لم تذكر لكن لها علاقة بحوادث مهمة ساعدت أو أطرت بتطور الفكر السياسي في الجنوب.