دوركيم

لئن كان إميل دوركيم قد ولد في ابينال في 15 نيسان/إبريل العام 1858 من عائلة حاخاميين يهود، ولئن كان تلميذاً لامعاُ في معهد ابينال وحائزاً على جائزة في المباراة العامة، ولئن كان مرض والده قد جعل منه، وهو بعد صغير السن، رب أسرة حريصاً على مسؤوليته ودوره، بينما كانت المقتضيات المالية تدفعه لآن يستعد لمباراة الدخول إلى دار المعلمين-فإن لكل ذلك أهمية أقل دون شك بالنسبة إلى الموقع الفكري والمعنوي الذي كان على شاب مثله أن يواجهه وهو يبلغ سن النضج بعد هزيمة العام 1870 وكومونة باريس...وبالتأكيد كما قدر جورج دافي "فإن المنزل، الذي كان التقشف يسيطر عليه أكثر من الرخاء، وحيث كان التقيد بالقانون هو القاعدة القدرة... قد طبع اللوريني الشاب بعده سمات لا تمحى هي احتقار للجهد المقنع بقناع أخاذ، وبازدراء للنجاح الذي لا يعرف الجهد وبرعب من كل ما هو غير مؤكد فعلاُ، كحياة الفرد من خلال إحاطة الجماعة وبالوقائع في ترابطها القياسي وبالسلوك بواسطة ضبطه الأخلاقي". وقد ترك كل ذلك في نفس الفتى أثراً عميقاً على قدر ما استطاعت أن تفعله به على الأقل سلسلة الأحداث السياسية في ذلك العصر.عن هذا المفكر الفرنسي يتحدث جان دوفينيو في كتابه هذا متوقفاً عند سيرته الذاتية ومن ثم فلسفته في علم الاجتماع، وبعد ذلك قام بإثبات مقتطفات من أشهر كتاباته في علم الاجتماع، ونذكر منها: الاقتصاد واللاشرعية، لأجل انصهار الإنسان في المجتمع، طبيعة الوقائع الاجتماعية، المجتمع الذي يلهم المثل، التصنيف الاجتماعي والتصنيف الذهني...