الشيخ عبد الله بن أحمد بن علي الفاكهي الشافعي (ت972هـ)، نحوي كبير من علماء الشافعية، شهد له بالعلم والدين والفضل والمكانة الرفيعة بين أقرانه، على الرغم من المعلومات القليلة التي ذكرها مترجموع إلا أن الذي يطلع على كتبه ككتابه الفواكه الجنية، أو مجيب الندا، أو شرح الحدود النحوية، يستشف منها أنه كان عالماً ونحوياً كبيراً، ملماً بكث...
قراءة الكل
الشيخ عبد الله بن أحمد بن علي الفاكهي الشافعي (ت972هـ)، نحوي كبير من علماء الشافعية، شهد له بالعلم والدين والفضل والمكانة الرفيعة بين أقرانه، على الرغم من المعلومات القليلة التي ذكرها مترجموع إلا أن الذي يطلع على كتبه ككتابه الفواكه الجنية، أو مجيب الندا، أو شرح الحدود النحوية، يستشف منها أنه كان عالماً ونحوياً كبيراً، ملماً بكثير من المعلومات الحدود النحوية، ولا بد من الإشارة إلى أنه نشأ وترعرع في أسرة ذات علم ودين، إذ كانت هذه النشأة لها الأثر في نفس المؤلف.يعد هذا الكتاب الفواكة الجنية من الكتب التي احتوت على ثلاثة متون مهمة في علم النحو لثلاثة من العلماء الأجلاء، وهي (المقدمة الجرومية) للشيخ النحوي المقرئ أبي عبد الله محمد بن محمد بن داود الصنهاجي الشهير بابن آجروم (ت732هـ)، وهذا المتن من المتون المهمة التي تلقاها العلماء بالقبول، فألفوا عليها الشروح، إذ نالت هذه المقدمة منزلة سامقة بين المتون، واهتم العلماء بها اهتماماً منقطع النظير، فقد شرحت شروحاً كثيرة تجاوزت العشرات، ونظمت على شكل منظومات شعرية، وطبعت طبعات متعددة في البلاد العربية والأوروبية، بل تجاوز هذا الاهتمام حداً إلى أنها ترجمت العشرات، ونظمت على شكل منظومات شعرية، وطبعت طبعات متعددة في البلاد العربية والأوروبية، بل تجاوز هذا الاهتمام حداً إلى أنها ترجمت إلى لغات أخرى كالإنكليزية والفرنسية ولغات أخرى.أما المتن الثاني فهو (متممة الجرومية) من تأليف العارف بالله الفقيه الأصولي شمس الدين أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حسين الطرابلسي المكي المالكي الشهير بالحطاب الرعيني (ت954هـ)، صاحب التآليف الكثيرة في الفقه واللغة والتفسير، حيث أتم في هذا المتن المقدمة الجرومية، وأضاف إليها ما رآه مناسبأً ومتمماً لمعلومات النحو من أبواب وفصول، إذ جاءت على أتم شكل وأوضح صورة. أما المتن الثالث هو الفواكة الجنية.هذه المتون الثلاثة هي السبب الرئيسي لقيام "عماد حسين" بتحقيق هذا النص حيث قسم عمله على قسمين: الأول: للدراسة إذ تناول بالترعيف بأعلام المتون الثلاثة، وهم: ابن آجروم (صاحب المقدمة الجرومية)، والحطاب الرعيني (صاحب متممة الجرومية)، وكذلك بالفاكهي (صاحب الفواكة الجنية). وتناول دراسة تحليلية للكتاب، إذ تناول اسم الكتاب وتوثيق نسبته، وتاريخ تأليفه، ومنهج المؤلف في الكتاب، وموارده، ومذهبه النحوي، وشواهده كذلك فقد تناول فيه الدور التي تحتوي على نسخ الكتاب، ووصف النسخ المعتمدة، ومنهجه التحقيق. أما القسم الثاني فهو تحقيق المخطوط (الفواكه الجنية على متممة الجرومية).