نبذة النيل والفرات:إن إصدار هذا الأطلس العلمي التاريخي الأثري الديني والحضاري عن القدس يعتبر إنجازاً هاماً لما تحتله القدس من مرتكز للصراع حول امتلاكها، تعبيراً عن امتلاك المنطقة الأكثر تأثيراً في التاريخ الروحي للعالم أجمع، فالقدس هي جوهر للصراع وجوهرة تسكن في القلب من كل عربي. هذا ويمثل هذا الأطلس فكرة غير مسبوقة عبر المنشورات...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:إن إصدار هذا الأطلس العلمي التاريخي الأثري الديني والحضاري عن القدس يعتبر إنجازاً هاماً لما تحتله القدس من مرتكز للصراع حول امتلاكها، تعبيراً عن امتلاك المنطقة الأكثر تأثيراً في التاريخ الروحي للعالم أجمع، فالقدس هي جوهر للصراع وجوهرة تسكن في القلب من كل عربي. هذا ويمثل هذا الأطلس فكرة غير مسبوقة عبر المنشورات العربية. فتطور الصورة المعروضة فيه عن القدس جاء نتيجة تلقائية للأبحاث والدراسات التي تصدر عن مؤسسات إسرائيلية منها أثرية وأخرى دينية بالاعتماد على ما نشره جوزفس مؤرخ الدولة الرومانية في القرن الأول الميلادي وذلك كمرجعية لها.بالإضافة إلى ذلك، تلك المعلومات التي قدمها الحجاج والرحالة الذين زاروا القدس في العصور الوسطى، إلى جانب مرويات كثيرة عن مواقع متعددة في القدس، دعت القائمين على إصدار هذا الأطلس إلى مناقشتها والمداخلة معها من أجل تحديد الوقائع حسب المعطيات العلمية ونتائج في الحفريات الأثرية؛ لا حسب النص التوراتي وأسفاره، ولا حسب ما قدمه (دان بهاط) الذي حاول إسقاط وتنصيب المكتشف الأثري لينسجم مع المعطى التوراتي؛ فيما ظلًّ الأخير مخالفاً ونافراً عن المتن التوراتي. وقد كان الدافع إلى إعداد هذا الأطلس ما قدمه ربونسون عند زيارته للقدس في عام 1837 حيث قدم تسميات لمئة موقع في المدينة على اعتبارها مواقع "إسرائيلية" ذاكراً أنه قام بتغيير أسماء هذه المواقع تماشياً مع ما قدمته التوراة حول هذه المواقع، لهذا السبب عينه تمّ العمل على إصدار هذا الأطلس بخرائطه ونصوصه ودقائقه التفصيلية بالاعتماد على نتائج الحفريات والدراسات والوثائق التاريخية والحضارية كمرجعية قصوى ليكون الفعل العمي شاهد عيان على الصيرورة الحضارية للإنسان والمكان. لقد كان جلّ اهتمام علماء الآثار الذين عملوا في فلسطين، وفي القدس بالذات، هو تاريخ الأرض المقدس، وقامت إسرائيل وبهدف تشكيل موسوعة (انسايكلوبيديا)، بنشر عدد غير قليل من هذه الوثائق، وذلك لتكريس الأرض "المقدسة" يهودياً، طارحة بعمق حضاري عمره ثلاث آلاف سنة، مستثنية كل ما سبق، في سبيل تثبيت أن القدس مدينة داود عليه السلام.من هنا يغوص هذا الأطلس في 21 طبعة حضارية تعرّف بالقدس كما هي، أي كمدينة عمرها 6000 آلاف سنة، ملقية الضوء على الوجود الإسرائيلي كما كان حينها، أي في عهد الملك داوود، على أنه وجود احتلالي وليس وجود أصيل بنّاء. بالإضافة إلى ذلك كله يستعرض الأطلس واقعة الإسراء والمعراج وصلاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالأنبياء جميعاً عليهم السلام، كمنصة روحية للتاريخ الإسلامي للمدينة منذ عام 638 وحتى العام 1967 الميلادي، أي قبل الاحتلال الإسرائيلي الثاني، كما يستعرض هذا الأطلس تاريخ السيد المسيح عليه السلام عبر إقامته بالقدس، وكذلك يستعرض تاريخ النبي زكريا عليه السلام والطريق الديني الذي أنشأته الإمبراطورة هيلانة حيث ربطت مدينة بيت لحم بالناصرة عبر القدس. وأيضاً يتعرض هذا الأطلس للقدس كلوحة من لوحات التاريخ العربي الفلسطيني الذي تضرب جذوره في ترابٍ عُمْرهُ سِتَّةُ آلاف عامٍ من الحضارة، وتجدر الإشارة إلى أن الأطلس جاء باللغتين العربية والإنكليزية كي يقدم الوقائع كما هي، لا كما يتم تفصيلها عبر مرجعيات مروية عن نصوص الأسطورة والجغرافيا اليهودية المقدسة، وكذلك الأطالس التي نشرتها إسرائيل والتي تظهر أن هذه الجغرافيا مزروعة في الأرض، ممهدة للقادم حين يعيد المختارون استنباتها، وفي سياق ذلك تأتي الفكرة المزعومة للهيكل الأول والثاني، وكذلك المستوطنات التي بنيت في السبعينات تكريساً للمسميات "الجغرافيا الآلهية".