من أنتم قال المقهقه-رجال من الشرق؟ إذن: أعيدوا إلى إبهامي وسبابتي، من أنتم؟ قال-المقهقه-رجال من الغرب؟ إذن: أعيدوا إلي رأسي الفقيد، أعيدوا عيني، وأنفي وشفتي، أعيدوا أعيدوا-أنا السياب-أعيدوا إلي ماء بويب وغيلان، ابن غيلان؟ وعصاي التي أهش بها على وحشتي؟ أعيدوا إلي لحن قصائدي-أنا الماغوط-ملحن البارات وملحن أناشيد الاندحار وما يسترو...
قراءة الكل
من أنتم قال المقهقه-رجال من الشرق؟ إذن: أعيدوا إلى إبهامي وسبابتي، من أنتم؟ قال-المقهقه-رجال من الغرب؟ إذن: أعيدوا إلي رأسي الفقيد، أعيدوا عيني، وأنفي وشفتي، أعيدوا أعيدوا-أنا السياب-أعيدوا إلي ماء بويب وغيلان، ابن غيلان؟ وعصاي التي أهش بها على وحشتي؟ أعيدوا إلي لحن قصائدي-أنا الماغوط-ملحن البارات وملحن أناشيد الاندحار وما يسترو القوافي الجبانة. ومع ذلك، فنحن هنا، للحديث عن القوافي ولا البارات لا عن بويب ولا غيلان، نحن هنا للحديث عن الجيم، والجيم جثتها باقية أحملها كل يوم، أنا الحلاج حلجتكم بيدي، أنا النضري، أنا دعبل، والشريف الرضي، لكنني... فمن أنتم أيها الأصدقاء القدامى أديب كمال الدين "صياد طريدته المعنى، كلما أوهمنا باقتناصها باح بلوعة غيابها. وتأمل شباكه ليجد بقاياها حروفاً تتناثر في طيات النسيج الشعري الذي أعده فخاً لها فوقع فيه. الحرف في قصيدته شظية أو كسرة في رفيم. ليست حلية بل شاهدة جماعية: إشارة تضيء ظلام المعنى وترفو جراحه.